هذا الكتاب من كتب تفسير القرآن الكريم التي تعتمد في التفسير تفسير القرآن بالقرآن أو التفسير بالمأثور؛ فمؤلفه يحاول أن يوضح المعنى الوارد في الآيات من خلال آيات أخرى أو بعض الأحاديث النبوية، ولا يتعرض للرأي إلا في القليل النادر أو حيث يحتاج إليه؛ إذا لم يكن عنده ما يعتمد عليه في التفسير من الآيات والأحاديث.
هو كتاب تفسير سهل مفيد، يأتي مصنفه بالآية ويشرح مفرداتها أولًا ثم يشرحها شرحًا إجماليًا ويذكر مناسبتها وهدايتها ما ترشد إليه من أحكام وفوائد معتمدًا في العقائد على مذهب السلف، وفي الأحكام على المذاهب الأربعة لا يخرج عنها.
تفسير كامل للقرآن الكريم ، متوسط الحجم ، يجمع بين التفسير والتأويل على مقتضى قواعد اللغة العربية ، ويقرر فيه الأدلة على أصول أهل السنة والمعتزلة . وقد اختصره المؤلف من تفسير الكشاف للزمخشري ، مع ترك ما فيه من اعتزالات ، ويتبعه بذكر حديث في فضل كل سورة ، وما لصاحبها من ثواب ، ولكن أكثرها أحاديث موضوعة . كما استمد البيضاوي تفسيره من " التفسير الكبير للفخر الرازي " ومن تفسير الراغب الأصفهاني " مفردات القرآن " ، وضم له بعض الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين ، وأعمل فيه عقله ببعض النكت واللطائف والاستنباطات بأسلوب رائع وعبارة دقيقة . ويهتم البيضاوي أحيانا بذكر القراءات ، ويعرض للنحو بدون توسع ، ويتعرض عند آيات الأحكام لبعض المسائل الفقهية باختصار ، ويميل إلى تأييد مذهبه الشافعي ، كما يخوض في مباحث الكون والطبيعة عند عرض الآيات الكونية متأثرا بالرازي.