أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي الطحاوي، أبو جعفر. فقيه انتهت إليه رياسة الحنفية بمصر. ولد سنة (239 هـ) ونشأ في (طحا) من صعيد مصر، وتفقه على مذهب الشافعي، ثم تحول حنفيًّا. ورحل إلى الشام سنة 268 هـ فاتصل بأحمد بن طولون، فكان من خاصته، وتوفي بالقاهرة سنة(321 هـ) وهو ابن أخت المزني.
تتناول هذه المنظومة عقيدة أهل السنة والجماعة كما وردت في نبعيها الصافيين الكتاب والسنة، بعيدًا عن الآراء والمذاهب، وقد شرحها كثير من العلماء، يقول الطحاوي في مقدمتها: «هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة،... وما يعتقدون من أصول الدين ويدينون به رب العالمين» وتحتوي على أنواع التوحيد: توحيد الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات، ومدعومة بالنصوص القرآنية والسنة النبوية.
يعد الكتاب مفيدًا في أحاديث الأحكام وأدلة المسائل الخلافية، صنفه صاحبه مرتبًا على الكتب والأبواب الفقهية، وذكر فيه الآثار المأثورة عن رسول الله في الأحكام التي يتوهم أن بعضها ينقض بعضًا، وبين ناسخها من منسوخها، ومقيدها من مطلقها، وما يجب به العمل وما لا يجب، مع سوق الآثار التي يتمسك بها أهل الخلاف، وبيان سندها ومتنها، وأقوال الصحابة والأئمة والعلماء فيها. وقد شرح الكتاب بدر الدين محمود بن محمد العيني (855هـ)، واعتنى بأسماء رجاله زين الدين المعروف بابن الهمام (661هـ) كما شرحه أبو الحسين محمد الباهلي (321هـ ).
إن مؤلف هذا الكتاب كان إمام الحنفية في زمانه. أفرد فيه آيات الأحكام في القرآن الكريم، واستخرج منها ما يستفاد من أحكام فقهية مستندا إلى الآيات الأخرى والأحاديث النبوية وأسباب النزول، إضافة إلى آراء الفقهاء وأصحاب المذاهب . وهذا العلم يندرج تحت التفسير الفقهي للقرآن الكريم