عبد الملك بن محمد بن إسماعيل، أبو منصور الثعالبي من أئمة اللغة والأدب. من أهل نيسابور. ولد سنة (350هـ) كان فراءًا يخيط جلود الثعالب، فنسب إلى صناعته. واشتغل بالأدب والتاريخ، فنبغ. وصنف الكتب الكثيرة الممتعة. توفي سنة (429هـ).
هذا الكتاب عبارة عن كتابين في كتاب واحد: الأول: «فقه اللغة» والثاني: «سر العربية»، جمعا في كتاب واحد لتقارب موضوعهما واتحاد مصنفهما، وقد ذكر المصنف في الكتاب فوائد المعاني، شارحًا غريبها، واضعًا المسميات على المعاني، وقد تناول المصنف في هذا الكتاب كثيرًا من مسائل فقه اللغة، وقد اشتمل الكتاب الأول على ثلاثين بابًا، ضمنها المصنف فرائد هذه اللغة الشريفة، وقد قسم كل باب إلى فصول، أقلها ثلاثة فصول، وأقصاها خمسة وستون فصلًا، وقد اشتمل الكتاب الثاني على تسعة وتسعين فصلًا.
هذا الكتاب يعد من نوادر كتب الحكم والأمثال، يقع في عشرة أبواب معقودة على الآيات والأحاديث والأقوال البليغة، والحكم والأمثال والشعر السائر، وكل ذلك موزع بمنهج يشبه منهج «التمثيل والمحاضرة» إلى حد كبير، وتبدو مادة الكتاب نفسها كأنها منتزعة من «التمثيل والمحاضرة» عدا الباب العاشر الذي عقده المصنف للشعر، ويمتاز الكتاب بالتدرج الزمني لأصحاب النصوص في الأبواب كلها، وقد وضعه كما يفهم من بعض فصوله للقاضي الجليل أبي أحمد منصور بن محمد عند عودته من غزنة مارا بهراة بعد سنة 412هـ، وللكتاب مختصر مشهور صنعه الفخر الرازي وسماه «أحاسن كلام النبي والصحابة والتابعين وملوك الجاهلية والإسلام».