هذا الكتاب من أهم الكتب التي تكلمت في التاريخ، ويعد مرجعًا من مراجع هذا العلم، وقد ابتدأ مصنفه ببدء الخلق وأول من سكن الأرض حتى وصل إلى أواخر القرن السادس الهجري الذي توفي فيه سنة (597هـ)، مخصصًا جانبًا كبيرًا من الكتاب للسيرة النبوية، تناول فيها مرحلة المولد، وما كان فيها من أحداث، ثم مرحلة النبوة، وقد تميز هذا الكتاب عما سبقه من كتب التاريخ بأنه يجمع بين كونه سردًا تاريخيًّا للأحداث على مدار السنوات، وبين احتوائه على ثلاثة آلاف وثلاثمائة ترجمة لمختلف الشخصيات من خلفاء وملوك ووزراء وفقهاء ومحدثين ومؤرخين وفلاسفة وشعراء ومصنفين وغيرهم.
هذا كتاب تحدث فيه مؤلفه عن أخبار قريش في الجاهلية وصدر الإسلام، ولم يرد فيه ذكر للقبائل الأخرى إلا ضمنًا، وهذه الأخبار لا تتعدى خمسين سنة قبل ميلاد النبي ونحوها بعد الإسلام، وهي تتضمن نواحي مختلفة من حياة قريش، ولكنها ليست مرتبة حسب السنين أو الحوادث، بل هي مجموعة روايات عن غير واحد من الرواة حول حوادث متفرقة في حياة قريش أو شخصياتهم البارزة، ومن مزايا هذا الكتاب أن مؤلفه اجتزأ على إيراد عدة أخبار تكشف القناع عن مساوئ أكابر قريش المسلمين وزلاتهم.
يتناول الكتاب - مختصرًا - ما ذكره أهل التواريخ والسير في التعريف بوفيات المشهورين الأعيان، وغزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وشيء من شمائله، ومعجزاته، ومناقب أصحابه وأموره، وأمور الخلفاء والملوك. واعتمد المصنف في كتابتة الشمائل والمناقب على كتاب الشمائل للترمذي وجامعه والصحيحين، وفي التواريخ على ما قطع به الذهبي، وابن خلكان. والكتاب مرتب على سني الهجرة النبوية بادئًا بالسنة الأولى من الهجرة، ومختتمًا بسنة سنة خمسين وسبع مائة من الهجرة.