أقسام الإرادة والفرق بينهما
إرادة الله تنقسم على قسمين كونية وشرعية:
فالكونية: هي التي بمعنى المشيئة كقوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا}[ سورة الأنعام، الآية: 125.].
والشرعية: هي التي بمعنى المحبة، كقوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}[ سورة النساء، الآية: 27.].
والفرق بينهما أن الكونية يلزم فيها وقوع المراد ولا يلزم أن يكون محبوبًا لله، وأما الشرعية فيلزم أن يكون المراد فيها محبوبًا لله ولا يلزم وقوعه.
الإيمان:
الإيمان لغة: التصديق.
واصطلاحًا: قول باللسان وعمل بالأركان وعقد بالجنان.
مثال القول: لا إله إلا الله.
ومثال العمل: الركوع.
ومثال العقد: الإيمان بالله وملائكته وغير ذلك مما يجب اعتقاده.
والدليل على أن هذا هو الإيمان قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}[ سورة البينة، الآية: 5.]. فجعل الإخلاص، والصلاة، والزكاة من الدين.
وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله) وأصله في الصحيحين[رواه مسلم، كتاب الإيمان (35)، والبخاري مختصرًا بلفظ: (الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان)، كتاب الإيمان (9).].
والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية؛ لقوله تعالى: {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا}[ سورة آل عمران، الآية: 173.]. {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِم}[ سورة الفتح، الآية: 4.].
وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال برة، أو خردلة، أو ذرة من إيمان) رواه البخاري بنحوه ["صحيح البخاري"، كتاب الإيمان (44)، ورواه مسلم، كتاب الإيمان (193).]. فجعله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ متفاضلًا، وإذا ثبتت زيادته ثبت نقصه؛ لأن من لازم الزيادة أن يكون المزيد عليه ناقصًا عن الزائد.