الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: المسند الجامع ***
2930- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: عُرِضَ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ، فَإِذَا مُوسَى ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ، يَعْنِي نَفْسَهُ، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دَِحْيَةُ. أخرجه أحمد 3/334 (14643) قال: حدَّثنا يُونُس، وحُجَيْن. و"عَبد بن حُميد" 1045 قال: حدَّثني أحمد بن يُونُس. و"مسلم" 1/106 (342) قال: حدَّثنا قُتَيْبَة بن سَعِيد (ح) وحدَّثنا مُحَمد بن رُمْح. والتِّرْمِذِيّ" 3649، وفي (الشَّمائل) 13 قال: حدَّثنا قُتَيْبَة. خمستهم (يُونُس، وحُجَيْن، وأحمد بن يُونُس، وقُتَيْبَة، وابن رُمْح) عن اللَّيْث بن سَعْد، عن أَبي الزُّبَيْر، فذكره. *** 2931- عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي نَطْلُبُ الْعِلْمَ، فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الأَنْصَارِ، قَبْلَ أَنْ يَهْلِكُوا، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ لَقِينَا أَبَا الْيَسَرِ، صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ غُلاَمٌ لَهُ، مَعَهُ ضِمَامَةٌ مِنْ صُحُفٍ، وَعَلَى أَبِي الْيَسَرِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيٌّ، وَعَلَى غُلاَمِهِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيٌّ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا عَمِّ، إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِكَ سَُفْعَةً مِنْ غَضَبٍ؟ قَالَ: أَجَلْ، كَانَ لِي عَلَى فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ الْحَرَامِيِّ مَالٌ، فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ فَسَلَّمْتُ، فَقُلْتُ: ثَمَّ هُوَ؟ قَالُوا: لاَ، فَخَرَجَ عَلَيَّ ابْنٌ لَهُ جَفْرٌ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ أَبُوكَ؟ قَالَ: سَمِعَ صَوْتَكَ فَدَخَلَ أَرِيكَةَ أُمِّي، فَقُلْتُ: اخْرُجْ إِلَيَّ، فَقَدْ عَلِمْتُ أَيْنَ أَنْتَ، فَخَرَجَ، فَقُلْتُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنِ اخْتَبَأْتَ مِنِّي؟ قَالَ: أَنَا وَاللهِ أُحَدِّثُكَ، ثُمَّ لاَ أَكْذِبُكَ، خَشِيتُ وَاللهِ أَنْ أُحَدِّثَكَ فَأَكْذِبَكَ، وَأَنْ أَعِدَكَ فَأُخْلِفَكَ، وَكُنْتَ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكُنْتُ وَاللهِ مُعْسِرًا، قَالَ: قُلْتُ: آللهِ؟ قَالَ: آللهِ. قُلْتُ: آللهِ؟ قَالَ: آللهِ. قُلْتُ: آللهِ؟ قَالَ: آللهِ، قَالَ: فَأَتَى بِصَحِيفَتِهِ فَمَحَاهَا بِيَدِهِ، فَقَالَ: إِنْ وَجَدْتَ قَضَاءً فَاقْضِنِي، وَإِلاَّ أَنْتَ فِي حِلٍّ، فَأَشْهَدُ، بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ- وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ- وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ، وَوَعَاهُ قَلْبِي هَذَا- وَأَشَارَ إِلَى مَنَاطِ قَلْبِهِ- رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ عَنْهُ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ. قال: فَقُلْتُ لَهُ أَنَا: يَا عَمِّ، لَوْ أَنَّكَ أَخَذْتَ بُرْدَةَ غُلاَمِكَ، وَأَعْطَيْتَهُ مَعَافِرِيَّكَ، وَأَخَذْتَ مَعَافِرِيَّهُ، وَأَعْطَيْتَهُ بُرْدَتَكَ، فَكَانَتْ عَلَيْكَ حُلَّةٌ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، فَمَسَحَ رَأْسِي، وَقَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ، يَا ابْنَ أَخِي، بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ، وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ، وَوَعَاهُ قَلْبِي هَذَا- وَأَشَارَ إِلَى مَنَاطِ قَلْبِهِ- رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَقُولُ: أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ. وَكَانَ أَنْ أَعْطَيْتُهُ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا، أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ حَسَنَاتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ثم مَضَيْنَا حَتَّى أَتَيْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، فِي مَسْجِدِهِ، وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، مُشْتَمِلاً بِهِ، فَتَخَطَّيْتُ الْقَوْمَ، حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، أَتُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَرِدَاؤُكَ إِلَى جَنْبِكَ؟ قَالَ: فَقَالَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي هَكَذَا، وَفَرَّقَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ وَقَوَّسَهَا: أَرَدْتُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيَّ الأَحْمَقُ مِثْلُكَ، فَيَرَانِي كَيْفَ أَصْنَعُ، فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ. أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِنَا هَذَا، وَفِي يَدِهِ عُرْجُونُ ابْنِ طَابٍ، فَرَأَى فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ نُخَامَةً، فَحَكَّهَا بِالْعُرْجُونِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللهُ عَنْهُ؟ قَالَ: فَخَشَعْنَا، ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللهُ عَنْهُ؟ قَالَ: فَخَشَعْنَا، ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللهُ عَنْهُ؟ قُلْنَا: لاَ أَيُّنَا، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي، فَإِنَّ اللهَ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قِبَلَ وَجْهِهِ، فَلاَ يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، تَحْتَ رِجْلِهِ الْيُسْرَى، فَإِنْ عَجِلَتْ بِهِ بَادِرَةٌ فَلْيَقُلْ بِثَوْبِهِ هَكَذَا، ثُمَّ طَوَى ثَوْبَهُ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: أَرُونِي عَبِيرًا، فَقَامَ فَتًى مِنَ الْحَيِّ يَشْتَدُّ إِلَى أَهْلِهِ، فَجَاءَ بِخَلُوقٍ فِي رَاحَتِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَهُ عَلَى رَأْسِ الْعُرْجُونِ، ثُمَّ لَطَخَ بِهِ عَلَى أَثَرِ النُّخَامَةِ. فَقَالَ جَابِرٌ: فَمِنْ هُنَاكَ جَعَلْتُمُ الْخَلُوقَ فِي مَسَاجِدِكُمْ. سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ بَطْنِ بُوَاطٍ، وَهُوَ يَطْلُبُ الْمَجْدِيَّ بْنَ عَمْرٍو الْجُهَنِيَّ، وَكَانَ النَّاضِحُ يَعْقُبُهُ مِنَّا الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ وَالسَّبْعَةُ، فَدَارَتْ عُقْبَةُ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى نَاضِحٍ لَهُ، فَأَنَاخَهُ فَرَكِبَهُ، ثُمَّ بَعَثَهُ فَتَلَدَّنَ عَلَيْهِ بَعْضَ التَّلَدُّنِ، فَقَالَ لَهُ: شَأْ، لَعَنَكَ اللهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ هَذَا اللاَّعِنُ بَعِيرَهُ؟ قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: انْزِلْ عَنْهُ، فَلاَ تَصْحَبْنَا بِمَلْعُونٍ، لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ. سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا كَانَتْ عُشَيْشِيَةٌ، وَدَنَوْنَا مَاءً مِنْ مِيَاهِ الْعَرَبِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ رَجُلٌ يَتَقَدَّمُنَا، فَيَمْدُرُ الْحَوْضَ، فَيَشْرَبُ وَيَسْقِينَا؟ قَالَ جَابِرٌ: فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: هَذَا رَجُلٌ، يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ رَجُلٍ مَعَ جَابِرٍ؟ فَقَامَ جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْبِئْرِ، فَنَزَعْنَا فِي الْحَوْضِ سَجْلاً، أَوْ سَجْلَيْنِ، ثُمَّ مَدَرْنَاهُ، ثُمَّ نَزَعْنَا فِيهِ حَتَّى أَفْهَقْنَاهُ، فَكَانَ أَوَّلَ طَالِعٍ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَتَأْذَنَانِ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَشْرَعَ نَاقَتَهُ، فَشَرِبَتْ شَنَقَ لَهَا فَشَجَتْ فَبَالَتْ، ثُمَّ عَدَلَ بِهَا فَأَنَاخَهَا، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْحَوْضِ، فَتَوَضَّأَ مِنْهُ، ثُمَّ قُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ مِنْ مُتَوَضَّإِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَهَبَ جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ، وَكَانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ، ذَهَبْتُ أَنْ أُخَالِفَ بَيْنَ طَرَفَيْهَا، فَلَمْ تَبْلُغْ لِي، وَكَانَتْ لَهَا ذَبَاذِبُ، فَنَكَّسْتُهَا، ثُمَّ خَالَفْتُ بَيْنَ طَرَفَيْهَا، ثُمَّ تَوَاقَصْتُ عَلَيْهَا، ثُمَّ جِئْتُ حَتَّى قُمْتُ عَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدَارَنِي، حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ جَاءَ جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَامَ عَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيْنَا جَمِيعًا، فَدَفَعَنَا حَتَّى أَقَامَنَا خَلْفَهُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْمُقُنِي، وَأَنَا لاَ أَشْعُرُ، ثُمَّ فَطِنْتُ بِهِ، فَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ، يَعْنِي شُدَّ وَسَطَكَ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَا جَابِرُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: إِذَا كَانَ وَاسِعًا فَخَالِفْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ، وَإِذَا كَانَ ضَيِّقًا فَاشْدُدْهُ عَلَى حَِقْوِكَ. سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ قُوتُ كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا، فِي كُلِّ يَوْمٍ تَمْرَةً، فَكَانَ يَمَصُّهَا، ثُمَّ يَصُرُّهَا فِي ثَوْبِهِ، وَكُنَّا نَخْتَبِطُ بِقِسِيِّنَا وَنَأْكُلُ، حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا، فَأُقْسِمُ أُخْطِئَهَا رَجُلٌ مِنَّا يَوْمًا، فَانْطَلَقْنَا بِهِ نَنْعَشُهُ، فَشَهِدْنَا أَنَّهُ لَمْ يُعْطَهَا، فَأُعْطِيَهَا، فَقَامَ فَأَخَذَهَا. سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى نَزَلْنَا وَادِيًا أَفْيَحَ، فَذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي حَاجَتَهُ، فَاتَّبَعْتُهُ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا يَسْتَتِرُ بِهِ، فَإِذَا شَجَرَتَانِ بِشَاطِئِ الْوَادِي، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى إِحْدَاهُمَا، فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، فَقَالَ: انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللهِ، فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَالْبَعِيرِ الْمَخْشُوشِ، الَّذِي يُصَانِعُ قَائِدَهُ، حَتَّى أَتَى الشَّجَرَةَ الأُخْرَى، فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، فَقَالَ: انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللهِ، فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَذَلِكَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمَنْصَفِ مِمَّا بَيْنَهُمَا، لأَمَ بَيْنَهُمَا- يَعْنِي جَمَعَهُمَا- فَقَالَ: الْتَئِمَا عَلَيَّ بِإِذْنِ اللهِ، فَالْتَأَمَتَا، قَالَ جَابِرٌ: فَخَرَجْتُ أُحْضِرُ مَخَافَةَ أَنْ يُحِسَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقُرْبِي فَيَبْتَعِدَ- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ: فَيَتَبَعَّدَ- فَجَلَسْتُ أُحَدِّثُ نَفْسِي، فَحَانَتْ مِنِّي لَفْتَةٌ، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُقْبِلاً، وَإِذَا الشَّجَرَتَانِ قَدِ افْتَرَقَتَا، فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَلَى سَاقٍ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ وَقْفَةً، فَقَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا- وَأَشَارَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ بِرَأْسِهِ يَمِينًا وَشِمَالاً- ثُمَّ أَقْبَلَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيَّ، قَالَ: يَا جَابِرُ، هَلْ رَأَيْتَ مَقَامِي؟ قُلْتُ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَانْطَلِقْ إِلَى الشَّجَرَتَيْنِ، فَاقْطَعْ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا، فَأَقْبِلْ بِهِمَا، حَتَّى إِذَا قُمْتَ مَقَامِي، فَأَرْسِلْ غُصْنًا عَنْ يَمِينِكَ، وَغُصْنًا عَنْ يَسَارِكَ، قَالَ جَابِرٌ: فَقُمْتُ فَأَخَذْتُ حَجَرًا فَكَسَرْتُهُ وَحَسَرْتُهُ، فَانْذَلَقَ لِي، فَأَتَيْتُ الشَّجَرَتَيْنِ، فَقَطَعْتُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا، ثُمَّ أَقْبَلْتُ أَجُرُّهُمَا، حَتَّى قُمْتُ مَقَامَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَرْسَلْتُ غُصْنًا عَنْ يَمِينِي، وَغُصْنًا عَنْ يَسَارِي، ثُمَّ لَحِقْتُهُ، فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَعَمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: إِنِّي مَرَرْتُ بِقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ، فَأَحْبَبْتُ بِشَفَاعَتِي أَنْ يُرَفَّهَ عَنْهُمَا، مَا دَامَ الْغُصْنَانِ رَطْبَيْنِ. قال: فَأَتَيْنَا الْعَسْكَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا جَابِرُ، نَادِ بِوَضُوءٍ، فَقُلْتُ: أَلاَ وَضُوءَ؟ أَلاَ وَضُوءَ؟ أَلاَ وَضُوءَ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا وَجَدْتُ فِي الرَّكْبِ مِنْ قَطْرَةٍ، وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُبَرِّدُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَاءَ، فِي أَشْجَابٍ لَهُ، عَلَى حِمَارَةٍ مِنْ جَرِيدٍ، قَالَ: فَقَالَ لِيَ: انْطَلِقْ إِلَى فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ الأَنْصَارِيِّ، فَانْظُرْ هَلْ فِي أَشْجَابِهِ مِنْ شَيْءٍ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ، فَنَظَرْتُ فِيهَا، فَلَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلاَّ قَطْرَةً فِي عَزْلاَءِ شَجْبٍ مِنْهَا، لَوْ أَنِّي أُفْرِغُهُ لَشَرِبَهُ يَابِسُهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلاَّ قَطْرَةً فِي عَزْلاَءِ شَجْبٍ مِنْهَا، لَوْ أَنِّي أُفْرِغُهُ لَشَرِبَهُ يَابِسُهُ، قَالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهِ، فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ، فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ لاَ أَدْرِي مَا هُوَ، وَيَغْمِزُهُ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ أَعْطَانِيهِ، فَقَالَ: يَا جَابِرُ، نَادِ بِجَفْنَةٍ، فَقُلْتُ: يَا جَفْنَةَ الرَّكْبِ، فَأُتِيتُ بِهَا تُحْمَلُ، فَوَضَعْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ فِي الْجَفْنَةِ هَكَذَا، فَبَسَطَهَا، وَفَرَّقَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ وَضَعَهَا فِي قَعْرِ الْجَفْنَةِ، وَقَالَ: خُذْ يَا جَابِرُ، فَصُبَّ عَلَيَّ، وَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: بِاسْمِ اللهِ، فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَتَفَوَّرُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ فَارَتِ الْجَفْنَةُ وَدَارَتْ حَتَّى امْتَلأَتْ، فَقَالَ: يَا جَابِرُ، نَادِ: مَنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ بِمَاءٍ، قَالَ: فَأَتَى النَّاسُ، فَاسْتَقَوْا حَتَّى رَوُوا، قَالَ: فَقُلْتُ: هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ لَهُ حَاجَةٌ؟ فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ مِنَ الْجَفْنَةِ وَهِيَ مَلأَى. وَشَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْجُوعَ، فَقَالَ: عَسَى اللهُ أَنْ يُطْعِمَكُمْ، فَأَتَيْنَا سِيفَ الْبَحْرِ، فَزَخَرَ الْبَحْرُ زَخْرَةً، فَأَلْقَى دَابَّةً، فَأَوْرَيْنَا عَلَى شِقِّهَا النَّارَ، فَاطَّبَخْنَا وَاشْتَوَيْنَا، وَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا، قَالَ جَابِرٌ: فَدَخَلْتُ أَنَا وَفُلاَنٌ وَفُلاَنٌ، حَتَّى عَدَّ خَمْسَةً فِي حِجَاجِ عَيْنِهَا، مَا يَرَانَا أَحَدٌ، حَتَّى خَرَجْنَا، فَأَخَذْنَا ضِلَعًا مِنْ أَضْلاَعِهِ، فَقَوَّسْنَاهُ، ثُمَّ دَعَوْنَا بِأَعْظَمِ رَجُلٍ فِي الرَّكْبِ، وَأَعْظَمِ جَمَلٍ فِي الرَّكْبِ، وَأَعْظَمِ كِفْلٍ فِي الرَّكْبِ، فَدَخَلَ تَحْتَهُ مَا يُطَأْطِئُ رَأْسَهُ. أخرجه البُخَارِي، في (الأدب المفرد) 187 قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن عَبَّاد. و"مسلم" 8/231 (7622 و7623) قال: حدَّثنا هارون بن مَعْرُوف، ومُحَمَّد بن عَبَّاد، وتقاربا في لفظ الحديث، والسِّياق لهارون. و"أبو داود" 485 و634 و1532 قال: حدَّثنا هِشَام بن عَمَّار، وسُلَيْمان بن عَبْد الرحمن الدِّمَشْقِي، ويَحيى بن الفَضْل السِّجْسْتَانِي. خمستهم (ابن عَبَّاد، وهارون، وهِشَام، وسُلَيْمان، والسِّجْسْتَانِي) قالوا: حدَّثنا حاتم بن إِسْمَاعِيل، عن يَعْقُوب بن مُجَاهِد، أَبي حَزْرَة، عن عُبَادَة بن الوَلِيد بن عُبَادَة بن الصَّامت، فذكره. أخرجه البُخَارِي، في (الأدب المفرد) 738 قال: حدَّثنا إِسْحَاق، قال: أخبرنا حَنْظَلَة ابن عَمْرو الزُّرَقِي المَدَنِي، قال: حدَّثني أبو حَزْرَة، قال: أخبرنا عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي، وَأَنَا غُلاَمٌ شَابٌّ، فَلَقِينَا شَيْخًا عَلَيْهِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيٌّ، وَعَلَى غُلاَمِهِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيٌّ، قُلْتُ: أَيْ عَمِّ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُعْطِيَ غُلاَمَكَ هَذِهِ النَّمِرَةَ، وَتَأْخُذُ الْبُرْدَةَ، فَتَكُونَ عَلَيْكَ بُرْدَتَانِ، وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ؟ فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِي، فَقَالَ: ابْنُكَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي، وَقَالَ بَارَكَ اللهُ فِيكَ، أَشْهَدُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَكْتَسُونَ. يَا ابْنَ أَخِي، ذَهَابُ مَتَاعِ الدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَتَاعِ الآخِرَةِ. قلتُ: أَيْ أَبَتَاهُ، مَنْ هَذَا الرَّجُلُ؟ قَالَ: أَبُو الْيَسَرِ، كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو. قال أبو داود: هذا الحديث مُتَّصِلُ الإسناد، فإن عُبَادَة بن الوَلِيد بن عُبَادَة لقي جابرًا. *** 2932- عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: غَزَوْنَا، أَوْ سَافَرْنَا، مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ بِضْعَةَ عَشَرَ وَمِئَتَيْنِ، فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ فِي الْقَوْمِ مِنْ مَاءٍ؟ فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْعَى بِإِدَاوَةٍ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ؟ قَالَ: فَصَبَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي قَدَحٍ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَتَرَكَ الْقَدَحَ، فَرَكِبَ النَّاسُ الْقَدَحَ يَمْسَحُوا وَيَمْسَحُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَلَى رِسْلِكُمْ، حِينَ سَمِعَهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ، قَالَ: فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَفَّهُ فِي الْمَاءِ وَالْقَدَحِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بِسْمِ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ. فَوَالَّذِي هُوَ ابْتَلاَنِي بِبَصَرِي، لَقَدْ رَأَيْتُ الْعُيُونَ، عُيُونَ الْمَاءِ، يَوْمَئِذٍ تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا رَفَعَهَا حَتَّى تَوَضَّؤُوا أَجْمَعُونَ. وفي رواية: سَافَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَحَضَرَتْ الصَّلاةُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَا فِي الْقَوْمِ مِنْ طَهُورٍ؟ قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ بِفَضْلَةٍ فِي إِدَاوَةٍ، قَالَ: فَصَبَّهُ فِي قَدَحٍ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ أَتَوْا بَقِيَّةَ الطَّهُورِ، فَقَالُوا: تَمَسَّحُوا تَمَسَّحُوا، قَالَ: فَسَمِعَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: عَلَى رِسْلِكُمْ، قَالَ: فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِي الْقَدَحِ، فِي جَوْفِ الْمَاءِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ- الطَّهُورَ- قَالَ: فَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: وَالَّذِي أَذْهَبَ بَصَرِي، قَالَ: وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَرْفَعْ يَدَهُ حَتَّى تَوَضَّؤُوا أَجْمَعُونَ. قال الأَسْوَدُ: حَسِبْتُهُ قَالَ: كُنَّا مِئَتَيْنِ، أَوْ زِيَادَةً. أخرجه أحمد 3/292 (14161) قال: حدَّثنا يَحيى بن حَمَّاد، حدَّثنا أبو عَوَانَة. وفي 3/357 (14921) قال: حدَّثنا عَبِيدَة. و"الدارِمِي" 26 قال: أخبرنا أبو النُّعْمَان، حدَّثنا أبو عَوَانَة. و"ابن خزيمة" 107 قال: حدَّثنا الحَسَن بن مُحَمَّد، حدَّثنا عَبِيدَة بن حُمَيْد. كلاهما (عَبِيدَة، وأبو عَوَانَة) عن الأَسْوَد بن قَيْس، عن نُبَيْح العَنَزِي، فذكره. *** 2933- عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ رَُِكْوَةٌ يَتَوَضَّأُ مِنْهَا، إِذْ جَهَِشَ النَّاسُ نَحْوَهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا مَاءٌ نَشْرَبُ مِنْهُ، وَلاَ مَاءٌ نَتَوَضَّأُ بِهِ، إِلاَّ مَا بَيْنَ يَدَيْكَ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِي الرَُِّكْوَةِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ، فَشَرِبْنَا جَمِيعًا وَتَوَضَّأْنَا، فَقُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِئَةَ أَلْفٍ كَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِئَةً. وفي رواية: أَصَابَنَا عَطَشٌ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَجَهَِشْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبَيْنَ يَدَيْهِ تَوْرٌ فِيهِ مَاءٌ، فَقَالَ بِأَصَابِعِهِ هَكَذَا فِيهَا، وَقَالَ: خُذُوا بِسْمِ اللهِ، قَالَ: فَجَعَلَ الْمَاءُ يَتَخَلَّلُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، كَأَنَّهَا عُيُونٌ، فَوَسِعَنَا وَكَفَانَا. وقال حُصَيْنٌ فِي حَدِيثِهِ: فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا. أخرجه أحمد 1/401 (3807) قال: حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، أنبأنا سُفْيان، قال: قال الأَعْمَش. وفي 3/298 (14230) قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن جَعْفَر، حدَّثنا شُعْبة، عن عَمْرو بن مُرَّة. وفي 3/329 (14576) قال: حدَّثنا عَبْد الصَّمَد بن عَبْد الوارث، حدَّثنا عَبْد العَزِيز بن مُسْلم، حدَّثنا الحُصَيْن. وفي 3/353 (14866) قال: حدَّثنا هاشم، حدَّثنا شُعْبة، أخبرني عَمْرو بن مُرَّة، وحُصَيْن بن عَبْد الرحمن. وفي 3/365 (14995) قال: حدَّثنا عَفَّان، حدَّثنا شُعْبة، أخبرني حُصَيْن، وعَمْرو بن مُرَّة. و"عَبد بن حُميد" 1115 قال: حدَّثني أبو الوَلِيد، حدَّثنا شُعْبة، عن عَمْرو بن مُرَّة، وحُصَيْن. و"الدارِمِي" 27 قال: أخبرنا أبو الوَلِيد الطَّيَالِسِي، وسَعِيد بن الرَّبِيع، قالا: حدَّثنا شُعْبة، عن عَمْرو بن مُرَّة، وحُصَيْن. و"البُخَارِي" 3576 قال: حدَّثنا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، حدَّثنا عَبْد العَزِيز بن مُسْلم، حدَّثنا حُصَيْن. وفي (4152) قال: حدَّثنا يُوسُف بن عِيسَى، حدَّثنا ابن فُضَيْل، حدَّثنا حُصَيْن. وفي (5639) قال: حدَّثنا قُتَيْبَة بن سَعِيد، حدَّثنا جَرِير، عن الأَعْمَش. و"مسلم" 6/26 (4843) قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن المُثَنَّى، وابن بَشَّار، قالا: حدَّثنا مُحَمَّد بن جَعْفَر، حدَّثنا شُعْبة، عن عَمْرو بن مُرَّة. وفي (4844) قال: وحدَّثنا أبو بَكْر بن أَبي شَيْبَة، وابن نُمَيْر، قالا: حدَّثنا عَبْد اللهِ بن إِدْرِيس (ح) وحدَّثنا رِفَاعَة بن الهَيْثَم، حدَّثنا خالد، يَعْنِي الطَّحَّان، كلاهما يقول: عن حُصَيْن. وفي (4845) قال: وحدَّثنا عُثْمَان بن أَبي شَيْبَة، وإِسْحَاق بن إبراهيم، قال إِسْحَاق: أخبرنا، وقال عُثْمَان: حدَّثنا جَرِير، عن الأَعْمَش. و"النَّسائي" 1/60، وفي "الكبرى" 81 قال: أخبرنا إِسْحَاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عَبْد الرَّزَّاق، قال: أنبأنا سُفْيان، عن الأَعْمَش. وفي "الكبرى" 11442 قال: أخبرنا علي بن الحُسَيْن، حدَّثنا أُمَيَّة، عن شُعْبة، عن عَمْرو بن مُرَّة، وحُصَيْن. و"ابن خزيمة" 125 قال: حدَّثنا يَعْقُوب بن إبراهيم الدَّوْرَقِي، حدَّثنا هُشَيْم، أخبرنا حُصَيْن. ثلاثتهم (الأَعْمَش، وعَمْرو بن مرة، وحصين) عن سالم بن أَبي الجَعْد، فذكره. قال البُخَارِي عَقِب رواية قُتيبة بن سَعِيد: تَابَعَهُ عَمْرو، عن جابرٍ، وقال حُصَيْن، وعَمْرو بن مُرَّة، عن سالم، عن جابرٍ:خمس عشرة مئة)، وتَابَعَهُ سَعِيد بن المُسَيَّب، عن جابرٍ. *** 2934- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: شَكَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَطَشَ، فَدَعَا بِعُسٍّ، فَصُبَّ فِيهِ مَاءٌ، وَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِيهِ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَاءِ يَنْبُعُ عُيُونًا مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسُ يَسْتَقُونَ، حَتَّى اسْتَقَى النَّاسُ كُلُّهُمْ. لفظ سَيَّار بن حاتم: شَكَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ الْعَطَشَ، قَالَ: فَدَعَا بِعُسٍّ، فَصُبَّ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الْمَاءٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ يَدَهُ، وَقَالَ: اسْقُوا، فَاسْتَقَى النَّاسُ، قَالَ: فَكُنْتُ أَرَى الْعُيُونَ تَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. أخرجه أحمد 3/343 (14753) قال: حدَّثنا سَيَّار بن حاتم. و"الدارِمِي" 28 قال: أخبرنا مُحَمَّد بن عَبْد اللهِ الرَّقَاشِي. كلاهما (سَيَّار، والرَّقَاشِي) عن جَعْفَر بن سُلَيْمان، حدَّثنا الجَعْد أبو عُثْمَان، حدَّثنا أَنَس بن مالك، فذكره. *** 2935- عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَبْنَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ، رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَمَصًا شَدِيدًا، فَانْكَفَأْتُ إِلَى امْرَأَتِي، فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَمَصًا شَدِيدًا، فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جِرَابًا فِيهِ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ، فَذَبَحْتُهَا، وَطَحَنَتِ الشَّعِيرَ، فَفَرَغَتْ إِلَى فَرَاغِي، وَقَطَّعْتُهَا فِي بُرْمَتِهَا، ثُمَّ وَلَّيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: لاَ تَفْضَحْنِي بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِمَنْ مَعَهُ، فَجِئْتُهُ فَسَارَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا، وَطَحَنَّا صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ كَانَ عِنْدَنَا، فَتَعَالَ أَنْتَ وَنَفَرٌ مَعَكَ، فَصَاحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُؤْرًا، فَحَيَّ هَلاً بِكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ، وَلاَ تَخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ، حَتَّى أَجِيءَ، فَجِئْتُ، وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْدُمُ النَّاسَ، حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي، فَقَالَتْ: بِكَ وَبِكَ، فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ، فَأَخْرَجَتْ لَهُ عَجِينًا، فَبَصَقَ فِيهِ وَبَارَكَ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى بُرْمَتِنَا فَبَصَقَ وَبَارَكَ، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعِي، وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ، وَلاَ تُنْزِلُوهَا، وَهُمْ أَلْفٌ، فَأُقْسِمُ بِاللهِ، لَقَدْ أَكَلُوا، حَتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا، وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ، وَإِنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ كَمَا هُوَ. أخرجه البُخَارِي (3070 و4102) قال: حدَّثنا عَمْرو بن علي. و"مسلم" 6/117 (5365) قال: حدَّثني حَجَّاج بن الشَّاعر. كلاهما (عَمْرو، وحَجَّاج) عن أَبي عاصم، الضَّحَّاك بن مَخْلَد، قال: أخبرنا حَنْظَلَة بن أَبي سُفْيان، أخبرنا سَعِيد بن مِينَاء، فذكره. في رواية حَجَّاج. قال: حدَّثني الضَّحَّاك بن مَخْلَد، من رُقْعَةٍ عَارَضَ لي بها، ثُم قَرَأَهُ عَلَيَّ. *** 2936- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّ أُمَّ مَالِكٍ الْبَهْزِيَّةَ كَانَتْ تُهْدِي، فِي عُكَّةٍ لَهَا سَمْنًا، إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَا بَنُوهَا يَسْأَلُونَهَا الإِدَامَ، وَلَيْسَ عِنْدَهَا شَيْءٌ، فَعَمَدَتْ إِلَى عُكَّتِهَا الَّتِي كَانَتْ تُهْدِي فِيهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَتْ فِيهَا سَمْنًا، فَمَا زَالَ يَدُومُ لَهَا أُدْمُ بَنِيهَا، حَتَّى عَصَرَتْهُ، وَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَعَصَرْتِيهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: لَوْ تَرَكْتِيهِ مَا زَالَ ذَلِكَ لَكِ مُقِيمًا. لفظ مَعْقِل: أَنَّ أُمَّ مَالِكٍ كَانَتْ تُهْدِي لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي عُكَّةٍ لَهَا سَمْنًا، فَيَأْتِيهَا بَنُوهَا فَيَسْأَلُونَ الأُدْمَ، وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ، فَتَعْمِدُ إِلَى الَّذِي كَانَتْ تُهْدِي فِيهِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَتَجِدُ فِيهِ سَمْنًا، فَمَا زَالَ يُقِيمُ لَهَا أُدْمَ بَيْتِهَا، حَتَّى عَصَرَتْهُ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: عَصَرْتِيهَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: لَوْ تَرَكْتِيهَا مَا زَالَ قَائِمًا. أخرجه أحمد 3/340 (14719) قال: حدَّثنا حَسَن، حدَّثنا ابن لَهِيعَة. و"مسلم" 7/59 (6009) قال: حدَّثني سَلَمَة بن شَبِيب، حدَّثنا الحَسَن بن أَعْيَن، حدَّثنا مَعْقِل. كلاهما (ابن لَهِيعَة، ومَعْقِل) عن أَبي الزُّبَيْر، فذكره. أخرجه أحمد 3/347 (14799) قال: حدَّثنا مُوسَى، حدَّثنا ابن لَهِيعَة، عن أَبي الزُّبَيْر، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْبَهْزِيَّةِ أُمِّ مَالِكٍ؛ كَانَتْ تُهْدِي فِي عُكَّةٍ لَهَا سَمْنًا، لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَمَا بَنُوهَا يَسْأَلُونَهَا عَنْ إِدَامٍ، وَلَيْسَ عِنْدَهَا شَيْءٌ، فَعَمَدَتْ إِلَى نِحْيِهَا، الَّتِي كَانَتْ تُهْدِي فِيهِ السَّمْنَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَتْ فِيهِ سَمْنًا، فَمَا زَالَ يُقِيمُ لَهَا إِدَامَ بَنِيهَا، حَتَّى عَصَرَتْهُ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَعَصَرْتِيهِ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: لَوْ تَرَكْتِيهِ مَا زَالَ ذَلِكَ مُقِيمًا. وسيأتي في مسند البَهْزِيّة، إن شاء اللهُ تعالى. المسند الجامع (17749)، وأطراف المسند (1727. *** 2937- عَنْ أَيْمَنَ الْمَكِّيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ جَابِرًا، فَقَالَ: إنا يَوْمَ الْخَنْدَقِ نَحْفِرُ، فَعَرَضَتْ كُدْيَةٌ شَدِيدَةٌ، فَجَاؤُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: هَذِهِ كُدْيَةٌ عَرَضَتْ فِي الْخَنْدَقِ، فَقَالَ: أَنَا نَازِلٌ، ثُمَّ قَامَ وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ، وَلَبِثْنَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، لاَ نَذُوقُ ذَوَاقًا، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمِعْوَلَ، فَضَرَبَ، فَعَادَ كَثِيبًا أَهْيَلَ، أَوْ أَهْيَمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي إِلَى الْبَيْتِ، فَقُلْتُ لاِمْرَأَتِي: رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا مَا كَانَ فِي ذَلِكَ صَبْرٌ، فَعِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: عِنْدِي شَعِيرٌ وَعَنَاقٌ، فَذَبَحَتِ الْعَنَاقَ، وَطَحَنَتِ الشَّعِيرَ، حَتَّى جَعَلْنَا اللَّحْمَ فِي الْبُرْمَةِ، ثُمَّ جِئْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَالْعَجِينُ قَدِ انْكَسَرَ، وَالْبُرْمَةُ بَيْنَ الأَثَافِيِّ قَدْ كَادَتْ أَنْ تَنْضَجَ، فَقُلْتُ: طُعَيِّمٌ لِي، فَقُمْ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَرَجُلٌ، أَوْ رَجُلاَنِ، قَالَ: كَمْ هُوَ؟ فَذَكَرْتُ لَهُ، قَالَ: كَثِيرٌ طَيِّبٌ، قَالَ: قُلْ لَهَا: لاَ تَنْزِعُِ الْبُرْمَةَ، وَلاَ الْخُبْزَ مِنَ التَّنُّورِ، حَتَّى آتِيَ، فَقَالَ: قُومُوا، فَقَامَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ، قَالَ: وَيْحَكِ، جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَمَنْ مَعَهُمْ، قَالَتْ: هَلْ سَأَلَكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: ادْخُلُوا، وَلاَ تَضَاغَطُوا، فَجَعَلَ يَكْسِرُ الْخُبْزَ، وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ اللَّحْمَ، وَيُخَمِّرُ الْبُرْمَةَ وَالتَّنُّورَ إِذَا أَخَذَ مِنْهُ، وَيُقَرِّبُ إِلَى أَصْحَابِهِ، ثُمَّ يَنْزِعُ، فَلَمْ يَزَلْ يَكْسِرُ الْخُبْزَ وَيَغْرِفُ، حَتَّى شَبِعُوا، وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ، قَالَ: كُلِي هَذَا، وَأَهْدِي، فَإِنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ. أخرجه أحمد 3/300 (14260) و3/301 (14269) قال: حدَّثنا وَكِيع. و"الدارِمِي" 42 قال: أخبرنا عَبْد اللهِ بن عَمْرو بن أَبَان، حدَّثنا عَبْد الرحمن بن مُحَمَّد المُحَارِبِي. و"البُخَارِي" 4101 قال: حدَّثنا خَلاَّد بن يَحيى. ثلاثتهم (وَكِيع، والمحاربي، وخَلاَّد) عن عَبْد الواحد بن أَيْمَن المَكِّي، عن أبيه، فذكره. *** 2938- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَطْعِمُهُ، فَأَطْعَمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسْقَ شَعِيرٍ، فَمَا زَالَ الرَّجُلُ يَأْكُلُ مِنْهُ، هُوَ وَامْرَأَتُهُ، وَوَصِيفٌ لَهُمْ، حَتَّى كَالُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ لَمْ تَكِيلُوهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ، وَلَقَامَ لَكُمْ. لفظ مَعْقِل: أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَطْعِمُهُ، فَأَطْعَمَهُ شَطْرَ وَسْقِ شَعِيرٍ، فَمَا زَالَ الرَّجُلُ يَأْكُلُ مِنْهُ وَامْرَأَتُهُ وَوَصِيفُهُمَا، حَتَّى كَالَهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: لَوْ لَمْ تَكِلْهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ، وَلَقَامَ لَكُمْ. أخرجه أحمد 3/337 (14676) قال: حدَّثنا حَسَن، حدَّثنا ابن لَهِيعَة. وفي 3/347 (14800) قال: حدَّثنا مُوسَى، حدَّثنا ابن لَهِيعَة. و"مسلم" 7/60 (6010) قال: حدَّثني سَلَمَة بن شَبِيب، حدَّثنا الحَسَن بن أَعْيَن، حدَّثنا مَعْقِل. كلاهما (ابن لَهِيعَة، ومَعْقِل) عن أَبي الزُّبَيْر، فذكره. *** 2939- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَا عَلَى الْحَوْضِ، أَنْظُرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ، قَالَ: فَيُؤْخَذُ نَاسٌ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي، قَالَ: فَيُقَالُ: وَمَا يُدْرِيكَ مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ؟ مَا بَرِحُوا بَعْدَكَ يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ. قَالَ جَابِرٌ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الْحَوْضُ مَسِيرَةُ شَهْرٍ، وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ، يَعْنِي عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ، وَكِيزَانُهُ مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ، وَهُوَ أَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا. أخرجه أحمد 3/384 (15187) قال: حدَّثنا رَوْح، حدَّثنا زكريا بن إِسْحَاق، حدَّثنا أبو الزُّبَيْر، فذكره. *** 2940- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَنَا فَرَطُكُمْ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، فَإِذَا لَمْ تَرَوْنِي فَأَنَا عَلَى الْحَوْضِ، قَدْرَُ مَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى مَكَّةَ، وَسَيَأْتِي رِجَالٌ وَنِسَاءٌ بِقِرَبٍ وَآنِيَةٍ، فَلاَ يَطْعَمُونَ مِنْهُ شَيْئًا. أخرجه أحمد 3/345 (14776) قال: حدَّثنا مُوسَى، حدَّثنا ابن لَهِيعَة، عن أَبي الزُّبَيْر، فذكره. أخرجه أحمد 3/384 (15186) قال: حدَّثنا رَوْح، حدَّثنا ابن جُرَيْج، أخبرني أبو الزُّبَيْر، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْد اللهِِ، وَلمْ يَرْفَعْهُ؛ أَنَا فَرَطُكُم بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُونِي، فَأنا عَلَى الْحَوضِ، وَالحَوضُ قَدرُ مَا بَينَ أَيلَةَ إِلى مَكَّة، وَسَيأتي رِجَالٌ وَنسَاءٌ، فَلاَ يَذُوقُونَ مِنهُ شَيئًا. مَوْقُوفٌ ولم يَرْفَعْهُ. صَرَّح ابن جُرَيْج بالسَّماع. *** 2941- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَلَّفُ فِي الْمَسِيرِ، فَيُزْجِي الضَّعِيفَ، وَيُرْدِفُ، وَيَدْعُو لَهُمْ. أخرجه أبو داود (2639) قال: حدَّثنا الحَسَن بن شَوْكَر، حدَّثنا إِسْمَاعِيل ابن عُلَيَّة، حدَّثنا الحَجَّاج بن أَبي عُثْمَان، عن أَبي الزُّبَيْر، فذكره. *** 2942- عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَوْقَدَ نَارًا، فَجَعَلَ الْجَنَادِبُ وَالْفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهَا، وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ عَنْهَا، وَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وَأَنْتُمْ تَفَلَّتُونَ مِنْ يَدِي. في رواية أحمد (14948): مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ.. أخرجه أحمد 3/361 (14948) و3/392 (15283) قال: حدَّثنا عَفَّان. و"مسلم" 7/64 (6022) قال: حدَّثني مُحَمد بن حاتم، حدَّثنا ابن مَهْدِي. كلاهما (عَفَّان، وابن مَهْدِي) عن سَلِيم بن حَيَّان، قال: أخبرنا سَعِيد بن مِينَاء، فذكره. *** 2943- عَن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ: لاَ. وفي رواية: مَا سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَيْءٍ قَطُّ، فَقَالَ: لاَ. أخرجه الحُمَيْدِي (1228) قال: حدَّثنا سُفْيان. و"أحمد" 3/307 (14345) قال: حدَّثنا سُفْيان. و"عَبد بن حُميد" 1087 قال: أخبرنا أبو نُعَيْم، وعَبْد الرَّزَّاق، عن ابن عُيَيْنَة. و"الدارِمِي" 70 قال: أخبرنا مُحَمَّد بن يُوسُف، عن سُفْيان. و"البُخَارِي" 6034 قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن كَثِير، أخبرنا سُفْيان. وفي (الأدب المفرد) 279 قال: حدَّثنا قَبِيصَة، قال: حدَّثنا سُفْيان. وفي (298) قال: حدَّثنا هِشَام بن عَبْد الملك، قال: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة. و"مسلم" 7/74 (6084) قال: حدَّثنا أبو بَكْر بن أَبي شَيْبَة، وعَمْرو النَّاقِد، قالا: حدَّثنا سُفْيان بن عُيَيْنَة. وفي (6085) قال: وحدَّثنا أبو كُرَيْب، حدَّثنا الأَشْجَعِي (ح) وحدَّثني مُحَمَّد بن المُثَنَّى، حدَّثنا عَبْد الرحمن، يَعْنِي ابن مَهْدِي، كلاهما عن سُفْيان. والتِّرْمِذِيّ"، في (الشَّمائل) 352 قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن بَشَّار، حدَّثنا عَبْد الرحمن بن مَهْدِي، حدَّثنا سُفْيان. كلاهما (سُفْيان بن عُيَيْنَة، وسُفْيان الثَّوْرِي) عن مُحَمَّد بن المُنْكَدِر، فذكره. قال أبو مُحَمَّد الدَّارِمِي: قال ابن عُيَيْنَة: إذا لم يكن عنده وَعَد. في رواية أحمد، والدَّارِمِي، والبُخَارِي (6034)، والأدب المفرد، ومُسْلم (6084)، وأَبي يَعْلَى، وابن حِبَّان:ابن المُنْكَدِر) غير مُسَمًّى. *** 2944- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إنمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنِّي اشْتَرَطْتُ علَى رَبِّي، عَزَّ وَجَلَّ: أَيُّ عَبْدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، سَبَبْتُهُ، أَوْ شَتَمْتُهُ، أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا. أخرجه أحمد 3/333 (14624) قال: حدَّثنا رَوْح. وفي 3/384 (15193) قال: حدَّثنا حَجَّاج. و"مسلم" 8/26 (6717) قال: حدَّثني هارون بن عَبْد اللهِ، وحَجَّاج بن الشَّاعر، قالا: حدَّثنا حَجَّاج بن مُحَمَّد. وفي (6718) قال: حدَّثنيه ابن أَبي خَلَف، حدَّثنا رَوْح (ح) وحدَّثناه عَبْد بن حُمَيْد، حدَّثنا أبو عاصم. ثلاثتهم (رَوْح، وحَجَّاج بن مُحَمَّد، وأبو عاصم) عن ابن جُرَيْج، قال: أخبرني أبو الزُّبَيْر، فذكره. صَرَّح ابن جُرَيْج بالسَّماع عندهم. *** 2945- عَنْ أَبِي سُفْيان، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا. وفي رواية: اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سَبَبْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وأَجْرًا. أخرجه أحمد 3/391 (15269) قال: حدَّثنا أبو مُعَاوِيَة. وفي 3/400 (15369) قال: حدَّثنا علي بن بَحْر، حدَّثنا عِيسَى. و"الدارِمِي" 2766 قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن عَبْد اللهِ بن نُمَيْر، عن أبيه. و"مسلم" 8/25 (6709) قال: حدَّثنا ابن نُمَيْر، حدَّثنا أَبي. وفي (6710) قال: حدَّثنا أبو بَكْر بن أَبي شَيْبَة، وأبو كُرَيْب، قالا: حدَّثنا أبو مُعَاوِيَة (ح) وحدَّثنا إِسْحَاق بن إبراهيم، أخبرنا عِيسَى بن يُونُس. ثلاثتهم (أبو مُعَاوِيَة، وعيسى، وعَبْد اللهِ بن نُمَيْر) عن الأَعْمَش، عن أَبي سُفْيان، فذكره. *** 2946- عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَلَمَّا كَانَ قُرْبَ الْمَدِينَةِ، هَاجَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، تَكَادُ أَنْ تَدْفِنَ الرَّاكِبَ، فَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: بُعِثَتْ هَذِهِ الرِّيحُ لِمَوْتِ مُنَافِقٍ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَإِذَا مُنَافِقٌ عَظِيمٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ قَدْ مَاتَ. لفظ فُضَيْل: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَهَاجَتْ رِيحٌ تَكَادُ تَدْفِنُ الرَّاكِبُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بُعِثَتْ هَذِهِ الرِّيحُ لِمَوْتِ مُنَافِقٍ، فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَجَدْنَا مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مُنَافِقٌ عَظِيمُ النِّفَاقِ، فَسَمِعْتُ أَصْحَابَنَا بَعْدُ يَقُولُونَ: هُوَ رَافِعُ بْنُ التَّابُوتِ. أخرجه أحمد 3/315 (14431) قال: حدَّثنا أبو مُعَاوِيَة. و"عَبد بن حُميد" 1029 قال: حدَّثنا إبراهيم بن الأَشْعَث، حدَّثنا فُضَيْل بن عِيَاض. و"مسلم" 8/124 (7142) قال: حدَّثني أبو كُرَيْب، مُحَمد بن العَلاَء، حدَّثنا حَفْص، يَعْنِي ابن غِيَاث. ثلاثتهم (أبو مُعَاوِيَة، وفُضَيْل، وحَفْص) عن سُلَيْمان الأَعْمَش، عن أَبي سُفْيان، فذكره. *** 2947- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّ جَابِرًا أَخْبَرَهُ؛ أَنَّهُمْ غَزَوْا غَزْوَةً بَيْنَ مَكَّةَ والْمَدِينَةِ، فَهَاجَتْ عَلَيْهِمْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهَا لِمَوْتِ مُنَافِقٍ، فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَجَدْنَا مُنَافِقًا عَظِيمَ النِّفَاقِ قَدْ مَاتَ. لفظ حَسَن: عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّهُمْ غَزَوْا غَزْوَةً فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَهَاجَتْ عَلَيْهِمْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، حَتَّى دَفَعَتِ الرِّجَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هَذَا لِمَوْتِ مُنَافِقٍ، فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَجَدْنَاهُ مُنَافِقًا عَظِيمَ النِّفَاقِ قَدْ مَاتَ. أخرجه أحمد 3/341 (14732) قال: حدَّثنا حَسَن. وفي 3/346 (14791) قال: حدَّثنا مُوسَى. كلاهما (حَسَن، ومُوسَى) قالا: حدَّثنا ابن لَهِيعَة، عن أَبي الزُّبَيْر، فذكره. *** 2948- عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ، قُمْتُ فِي الْحِجْرِ، فَجَلاَ اللهُ لِيَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ. وفي رواية: لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ، حِينَ أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قُمْتُ فِي الْحِجْرِ، فَجَلَّى اللهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ. أخرجه أحمد 3/377 (15099) قال: حدَّثنا يَعْقُوب، حدَّثنا أَبي، عن صالح. وفي (15101) قال: حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، عن مَعْمَر. و"البُخَارِي" 3886 قال: حدَّثنا يَحيى بن بُكَيْر، حدَّثنا اللَّيْث، عن عُقَيْل. وفي (4710) قال: حدَّثنا أحمد بن صالح، حدَّثنا ابن وَهْب، قال: أخبرني يُونُس. و"مسلم" 1/108 (347) قال: حدَّثنا قُتَيْبَة بن سَعِيد، حدَّثنا لَيْث، عن عُقَيْل. والتِّرْمِذِيّ" 3133 قال: حدَّثنا قُتَيْبَة، حدَّثنا اللَّيْث، عن عُقَيْل. و"النَّسائي"، في "الكبرى" 11218 قال: أخبرنا قُتَيْبَة بن سَعِيد، حدَّثنا اللَّيْث، عن عُقَيْل. أربعتهم (صالح، ومعمر، وعُقَيْل، ويُونُس) عن ابن شِهَاب الزُّهْرِي، عن أَبي سَلَمَة بن عَبْد الرحمن، فذكره. قال البُخَارِي، عَقِب رواية يُونُس: زاد يَعْقُوب بن إبراهيم، حدَّثنا ابن أخي ابن شِهَاب، عن عَمِّه؛ (لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ، حِينَ أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ.. نَحْوَه. *** 2949- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ قَدْ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ، وَخَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. أخرجه أحمد 3/384 (15182) قال: حدَّثنا رَوْح. و"مسلم" 1/132 (418) قال: حدَّثني مُحَمَّد بن أحمد بن أَبي خَلَف، حدَّثنا رَوْح، عن ابن جُرَيْج، قال: أخبرني أبو الزُّبَيْر، فذكره. *** 2950- عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إن لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ فَدَعَا بِهَا، وَإِنِّي اسْتَخْبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. أخرجه أحمد 3/396 (15336) قال: حدَّثنا يَعْمَر، أخبرنا عَبْد اللهِ، أخبرنا هِشَام، قال: سَمِعْتُ الحَسَن يَذْكر، فذكره. *** 2951- عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ، ذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعَبَّاسٌ يَنْقُلاَنِ الْحِجَارَةَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ، فَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ، وَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: أُرْنِي، إِزَارِي، فَشَدَّهُ عَلَيْهِ. وفي رواية: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْقُلُ مَعَهُمُ الْحِجَارَةَ لِلْكَعْبَةِ، وَعَلَيْهِ إِزَارُهُ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ عَمُّهُ: يَا ابْنَ أَخِي، لَوْ حَلَلْتَ إِزَارَكَ فَجَعَلْتَهُ عَلَى مَنْكِبِكَ دُونَ الْحِجَارَةِ، قَالَ: فَحَلَّهُ فَجَعَلَهُ عَلَى مَنْكِبِهِ، فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَا رُؤِيَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ عُرْيَانًا. أخرجه أحمد 3/295 (14187) قال: حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، أخبرنا ابن جُرَيْج. وفي 3/310 (14384) و3/333 (14632) قال: حدَّثنا رَوْح، حدَّثنا زكريا بن إِسْحَاق. وفي 3/380 (15134) قال: حدَّثنا مُحَمد بن بَكْر، أخبرنا ابن جُرَيْج. و"البُخَارِي" (364) قال: حدَّثنا مَطَر بن الفَضْل، قال: حدَّثنا رَوْح، قال: حدَّثنا زكريا بن إِسْحَاق. وفي (1582) قال: حدَّثنا عَبْد اللهِ بن مُحَمد، حدَّثنا أبو عاصم، قال: أخبرني ابن جُرَيْج. وفي (3829) قال: حدَّثني محمود، حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، قال: أخبرني ابن جُرَيْج. و"مسلم" 1/184 (697) قال: حدَّثنا إِسْحَاق بن إبراهيم الحَنْظَلِي، ومُحَمد بن حاتم بن مَيْمُون، جميعًا عن مُحَمد بن بَكْر، قال: أخبرنا ابن جُرَيْج (ح) وحدَّثني إِسْحَاق بن مَنْصُور، ومُحَمد بن رافع، قال إِسْحَاق: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، أخبرنا ابن جُرَيْج. وفي (698) قال: وحدَّثنا زُهَيْر بن حَرْب، حدَّثنا رَوْح بن عُبَادَة، حدَّثنا زكريا بن إِسْحَاق. كلاهما (ابن جُرَيْج، وزكريا) عن عَمْرو بن دِينَار، فذكره. *** 2952- عَنْ يَزِيدَ بْنِ صُهَيْبٍ الْفَقِيرِ، قال: أخبرنا جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْمَغَانِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً. وفي رواية: أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي، كَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَحُرِّمَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلِي، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَيِّبَةً مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَيَرْعَبُ مِنَّا عَدُوُّنَا مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ. أخرجه أحمد 3/304 (14314. وعَبْد بن حُمَيْد (1154) قال: حدَّثني مُحَمَّد بن أَبي شَيْبَة. و"الدارِمِي" 1389 قال: أخبرنا يَحيى بن حَسَّان. و"البُخَارِي" 335 قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن سِنَان (ح) قال: وحدَّثني سَعِيد بن النَّضْر. وفي (438 و3122) قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن سِنَان. و"مسلم" 2/63 (1099) قال: حدَّثنا يَحيى بن يَحيى. وفي (1100) قال: حدَّثنا أبو بَكْر بن أَبي شَيْبَة. و"النَّسائي" 1/209 و2/56، وفي "الكبرى" 817 قال: أخبرنا الحَسَن بن إِسْمَاعِيل بن سُلَيْمان. سبعتهم (أحمد، وابن أبي شيبة، ويَحيى بن حَسَّان، ومُحَمَّد بن سِنَان، وسَعِيد بن النَّضْر، ويَحيى بن يَحيى، والحَسَن) عن هُشَيْم، قال: حدَّثنا سَيَّار، هو أبو الحَكَم، قال: حدَّثنا يَزِيد بن صُهَيْب الفَقِير، فذكره. صَرَّح هُشَيْم بالسَّماع، في رواية الجميع، عنه، عدا رواية يَحيى بن يَحيى، وعلي ابن مَعْبَد. *** 2953- عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ثُمَّ فَتَرَ الْوَحْيُ عَنِّي فَتْرَةً، فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي، سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَلَ السَّمَاءِ، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ الآنَ، قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَجُثِثْتُ مِنْهُ فَرَقًا، حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الأَرْضِ، فَجِئْتُ أَهْلِي، فَقُلْتُ لَهُمْ: زَمِّلُونِي، زَمِّلُونِي، زَمِّلُونِي، فَزَمَّلُونِي، فَأَنْزَلَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ *قُمْ فَأَنْذِرْ *وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ *وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ *وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ). قال أَبُو سَلَمَةَ: الرُّجْزُ الأَوْثَانُ، ثُمَّ حَمِيَ الْوَحْيُ بَعْدُ وَتَتَابَعَ. وفي رواية: حُبِسَ الْوَحْيُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ، وَحُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاَءُ، فَجَعَلَ يَخْلُو فِي حِرَاءٍ، فَبَيْنَمَا هُوَ مُقْبِلٌ مِنْ حِرَاءٍ، إِذَا أَنَا بِحِسٍّ مِنْ فَوْقِي، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا الَّذِي أَتَانِي بِحِرَاءٍ فَوْقَ رَأْسِي عَلَى كُرْسِيٍّ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُ جُئِثْتُ إِلَى الأَرْضِ، فَلَمَّا أَفَقْتُ أَتَيْتُ أَهْلِي مُسْرِعًا، فَقُلْتُ: دَثِّرُونِي، دَثِّرُونِي، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُقُمْ فَأَنْذِرْوَرَبَّكَ فَكَبِّرْوَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ). 1- أخرجه أحمد 3/325 (14537) قال: حدَّثنا حَجَّاج، حدَّثنا لَيْث، حدَّثنا عُقَيْل. وفي 3/377 (15098) قال: حدَّثنا رَوْح، حدَّثنا مُحَمد بن أَبي حَفْصَة. وفي 3/377 (15100) قال: حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، عن مَعْمَر. و"البُخَارِي" 4 و6214 قال: حدَّثنا يَحيى بن بُكَيْر، قال: حدَّثنا اللَّيْث، عن عُقَيْل. وفي (3238 و4926) قال: حدَّثنا عَبْد اللهِ بن يُوسُف، أخبرنا اللَّيْث، قال: حدَّثني عُقَيْل. وفي (4925) قال: حدَّثنا يَحيى بن بُكَيْر، حدَّثنا اللَّيْث، عن عُقَيْل (ح) وحدَّثني عَبْد اللهِ بن مُحَمد، حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، أخبرنا مَعْمَر. وفي (4954) قال: حدَّثنا يَحيى، حدَّثنا اللَّيْث، عن عُقَيْل (ح) وحدَّثني سَعِيد ابن مَرْوَان، حدَّثنا مُحَمد بن عَبْد العَزِيز بن أَبي رِزْمَة، أخبرنا أبو صالح سَلْمَوَيْهِ، قال: حدَّثني عَبْد اللهِ، عن يُونُس بن يَزِيد. و"مسلم" 1/98 (325) قال: حدَّثني أبو الطَّاهر، أخبرنا ابن وَهْب، قال: حدَّثني يُونُس. وفي (326) قال: وحدَّثني عَبْد الملك بن شُعَيْب بن اللَّيْث، قال: حدَّثني أَبي، عن جَدِّي، قال: حدَّثني عُقَيْل بن خالد. وفي 1/99 (327) قال: وحدَّثني مُحَمد بن رافع، حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، أخبرنا مَعْمَر. والتِّرْمِذِيّ" 3325 قال: حدَّثنا عَبْد بن حُمَيْد، أخبرنا عَبْد الرَّزَّاق، حدَّثنا مَعْمَر. و"النَّسائي"، في "الكبرى" 11567 قال: أخبرنا مُحَمد بن رافع، حدَّثنا حُجَيْن بن المُثَنَّى، حدَّثنا اللَّيْث، عن عُقَيْل بن خالد. أربعتهم (عُقَيْل، وابن أبي حفصة، ومعمر، ويُونُس) عن ابن شِهَاب الزُّهْرِي. 2- وأخرجه أحمد 3/306 (14338) قال: حدَّثنا الوَلِيد بن مُسْلم، حدَّثنا الأَوْزَاعِي (ح) ووَكِيع، حدَّثنا علي بن المُبَارك. وفي 3/306 (14339) و3/392 (15284) قال: حدَّثنا عَفَّان، أخبرنا أَبَان العَطَّار. و"البُخَارِي" 4922 قال: حدَّثنا يَحيى، حدَّثنا وَكِيع، عن علي بن المُبَارك. وفي (4923) قال: حدَّثني مُحَمد بن بَشَّار، حدَّثنا عَبْد الرحمن بن مَهْدِي، وغيره، قالا: حدَّثنا حَرْب بن شَدَّاد. وفي (4924) قال: حدَّثنا إِسْحَاق بن مَنْصُور، حدَّثنا عَبْد الصَّمَد، حدَّثنا حَرْب. و"مسلم" 1/99 (328) قال: حدَّثنا زُهَيْر بن حَرْب، حدَّثنا الوَلِيد بن مُسْلم، حدَّثنا الأَوْزَاعِي. وفي (329) قال: حدَّثنا مُحَمد بن المُثَنَّى، حدَّثنا عُثْمَان بن عُمَر، أخبرنا علي بن المُبَارك. و"النَّسائي"، في "الكبرى" 11568 قال: أخبرني محمود بن خالد، حدَّثنا عُمَر، عن الأَوْزَاعِي. أربعتهم (الأَوْزَاعِي، وعلي بن المُبَارك، وأَبَان، وحَرْب) عن يَحيى بن أَبي كَثِير. كلاهما (ابن شِهَاب، ويَحيى بن أَبي كَثِير) عن أَبي سَلَمَة، فذكره. قال أبو عِيسَى التِّرْمِذِي: هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، وقد رواه يَحيى بن أَبي كَثِير، عن أَبِي سَلَمَة بن عَبْد الرحمن، عن جابرٍ، وأبو سَلَمَة اسمُه: عَبْد اللهِ. صَرَّح يَحيى بن أَبي كَثِير بالسَّماع، عندهم، عدا رواية البخاري (4923. راجع قول البخاري عقب (4. *** 2954- عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَاءَ، حَدَّثَنَا، أَوْ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: جَاءَتْ مَلاَئِكَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ نَائِمٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ، وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: إِنَّ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا مَثَلاً، فَاضْرِبُوا لَهُ مَثَلاً، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ، وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا، وَجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً، وَبَعَثَ دَاعِيًا، فَمَنْ أَجَابَ الدَّاعِيَ دَخَلَ الدَّارَ، وَأَكَلَ مِنْ الْمَأْدُبَةِ، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّاعِيَ، لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَ، وَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الْمَأْدُبَةِ، فَقَالُوا: أَوِّلُوهَا لَهُ يَفْقَهْهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ، وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: فَالدَّارُ الْجَنَّةُ، وَالدَّاعِي مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فَمَنْ أَطَاعَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم فَرْقٌ بَيْنَ النَّاسِ. أخرجه البُخَارِي (7281) قال: حدَّثنا مُحَمد بن عَبَادَة، أخبرنا يَزِيد، حدَّثنا سَلِيم بن حَيَّان- وأَثْنَى عليه- حدَّثنا سَعِيد بن مِينَاء، فذكره. قال البُخَارِي: تَابَعَهُ قُتَيْبَة، عن لَيْث، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ، عَنْ جَابِرٍ؛ خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.. *** 2955- عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيَّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ جِبْرِيلَ عِنْدَ رَأْسِي، وَمِيكَائِيلَ عِنْدَ رِجْلَيَّ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اضْرِبْ لَهُ مَثَلاً، فَقَالَ: اسْمَعْ، سَمِعَتْ أُذُنُكَ، وَاعْقِلْ، عَقَلَ قَلْبُكَ، إِنَّمَا مَثَلُكَ وَمَثَلُ أُمَّتِكَ، كَمَثَلِ مَلِكٍ اتَّخَذَ دَارًا، ثُمَّ بَنَى فِيهَا بَيْتًا، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا مَائِدَةً، ثُمَّ بَعَثَ رَسُولاً يَدْعُو النَّاسَ إِلَى طَعَامِهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَجَابَ الرَّسُولَ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَرَكَهُ، فَاللهُ هُوَ الْمَلِكُ، وَالدَّارُ الإِسْلاَمُ، وَالْبَيْتُ الْجَنَّةُ، وَأَنْتَ يَا مُحَمَّدُ رَسُولٌ، فَمَنْ أَجَابَكَ دَخَلَ الإِسْلاَمَ، وَمَنْ دَخَلَ الإِسْلاَمَ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ أَكَلَ مَا فِيهَا. أخرجه التِّرْمِذِي (2860) قال: حدَّثنا قُتَيْبَة، حدَّثنا اللَّيْث، عن خالد بن يَزِيد، عن سَعِيد ابن أَبي هِلاَل، فذكره. قال أبو عِيسَى التِّرْمِذِي: هذا حديثٌ مُرْسَلٌ، سَعِيد بن أَبي هِلاَل لم يُدْرِكْ جابرَ بن عَبْد اللهِ، وقد رُوِيَ هذا الحديث، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، من غير هذا الوجه، بإسنادٍ أصح من هذا. أخرجه البُخَارِي، تَعْلِيقًا، عَقِب الحديث السَّابق. *** 2956- عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْد اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، وَنَحْنُ نَجْنِي الْكَبَاثَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكُمْ بِالأَسْوَدِ مِنْهُ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّكَ رَعَيْتَ الْغَنَمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ وَقَدْ رَعَاهَا. أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْقَوْلِ. وفي رواية: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ نَجْتَنِى الْكَبَاثَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكُمْ بِالأَسْوَدِ مِنْهُ، فَإِنَّهُ أَطْيَبُ، وَإِنِّي كُنْتُ آكُلُهُ زَمَنَ كُنْتُ أَرْعَى. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكُنْتَ تَرْعَى؟ فَقَالَ: وَهَلْ بُعِثَ نَبِىٌّ إِلاَّ وَهُوَ رَاعٍ. أخرجه أحمد 3/326 (14551) قال: حدَّثنا عُثْمَان بن عُمَر. و"البُخَارِي" 3406 قال: حدَّثنا يَحيى بن بُكَيْر، حدَّثنا اللَّيْث. وفي (5453) قال: حدَّثنا سَعِيد بن عُفَيْر، حدَّثنا ابن وَهْب. و"مسلم" 6/125 (5399) قال: حدَّثني أبو الطَّاهر، أخبرنا عَبْد اللهِ بن وَهْب. و"النَّسائي"، في "الكبرى" 6701 قال: أخبرنا هارون بن عَبْد اللهِ، قال: حدَّثنا عُثْمَان بن عُمَر. ثلاثتهم (عُثْمَان بن عُمَر، واللَّيْث بن سَعْد، وابن وَهْب) عن يُونُس بن يَزِيد، عن ابن شِهَاب الزُّهْرِي، عن أَبي سَلَمَة بن عَبْد الرحمن، فذكره. *** 2957- عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا، فَأَتَمَّهَا وَأَكْمَلَهَا، إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا، وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْهَا، وَيَقُولُونَ: لَوْلاَ مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ؟! قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَأَنَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ، جِئْتُ فَخَتَمْتُ الأَنْبِيَاءَ. وفي رواية: مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ، كَرَجُلٍ بَنَى دَارًا، فَأَكْمَلَهَا وَأَحْسَنَهَا، إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا، وَيَتَعَجَّبُونَ، وَيَقُولُونَ: لَوْلاَ مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ. أخرجه أحمد 3/361 (14949) قال: حدَّثنا عَفَّان. و"البُخَارِي" 3534 قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن سِنَان. و"مسلم" 7/65 (6027) قال: حدَّثنا أبو بَكْر بن أَبي شَيْبَة، حدَّثنا عَفَّان. وفي (6028) قال: وحدَّثنيه مُحَمَّد بن حاتم، حدَّثنا ابن مَهْدِي. والتِّرْمِذِيّ" 2862 قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، حدَّثنا مُحَمَّد بن سِنَان. ثلاثتهم (عَفَّان، وابن سِنَان، وابن مَهْدِي) قالوا: حدَّثنا سَلِيم بن حَيَّان، حدَّثنا سَعِيد بن مِينَاء، فذكره. *** 2958- عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن، أَنَّ جَابِرَ ابْنَ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَ؛ أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَفَلَ مَعَهُمْ، فَأَدْرَكَتْهُمُ الْقَائِلَةُ يَوْمًا، فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ، يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَظِلُّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، قَالَ جَابِرٌ: فَنِمْنَا بِهَا نَوْمَةً، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُونَا، فَأَتَيْنَاهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفَهُ، وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقُلْتُ: اللهُ، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقُلْتُ: اللهُ، فَشَامَ السَّيْفَ، وَجَلَسَ، فَلَمْ يُعَاقِبْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ. أخرجه أحمد 3/311 (14387). والبُخَارِي (2910 و2913 و4134). ومُسْلم 7/62 (6015) قال: حدَّثني عَبْد اللهِ بن عَبْد الرحمن الدَّارِمِي، وأبو بَكْر بن إِسْحَاق. و"النَّسائي"، في "الكبرى" 8719 قال: أخبرنا عَمْرو بن مَنْصُور. خمستهم (أحمد، والبُخَارِي، وعَبْد اللهِ، وأبو بَكْر، وعَمْرو) عن الحَكَم بن نافع، أَبي اليَمَان، قال: أخبرنا شُعَيْب، عن الزُّهْرِي، قال: حدَّثني سِنَان بن أَبي سِنَان الدُّؤَلِي، وأَبو سَلَمَة بن عَبْد الرحمن، فذكراه. أخرجه عَبْد بن حُمَيْد (1082). والبُخَارِي (4139) قال: حدَّثنا محمود. و"مسلم" 7/62 (6014) قال: حدَّثنا عَبْد بن حُمَيْد. كلاهما (عَبْد بن حُمَيْد، ومحمود) عن عَبْد الرَّزَّاق، أخبرنا مَعْمَر، عن الزُّهْرِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ مَنْزِلاً، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ، فَيَسْتَظِلُّونَ تَحْتَهَا، فَعَلَّقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سِلاَحَهُ بِشَجَرَةٍ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى سَيْفِهِ فَأَخَذَهُ، فَسَلَّهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: اللهُ، قَالَ الأَعْرَابِيُّ، مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلاَثًا: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: اللهُ، قَالَ: فَشَامَ الأَعْرَابِيُّ السَّيْفَ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ، فَأَخْبَرَهُمْ بِصَنِيعِ الأَعْرَابِيِّ، وَهُوَ جَالِسٌ إِلَى جَنْبِهِ، لَمْ يُعَاقِبْهُ. وفي رواية: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ نَجْدٍ، فَلَمَّا أَدْرَكَتْهُ الْقَائِلَةُ، وَهُوَ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ، فَنَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ، وَاسْتَظَلَّ بِهَا، وَعَلَّقَ سَيْفَهُ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الشَّجَرِ يَسْتَظِلُّونَ، وَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ، إِذْ دَعَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجِئْنَا، فَإِذَا أَعْرَابِيٌّ قَاعِدٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا أَتَانِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَاخْتَرَطَ سَيْفِي، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي، مُخْتَرِطٌ صَلْتًا، قَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللهُ، فَشَامَهُ، ثُمَّ قَعَدَ، فَهُوَ هَذَا، قَالَ: وَلَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. ليس فيه:سِنَان بن أَبي سِنَان. وأخرجه البُخَارِي 4/48 (2913م) قال: حدَّثنا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، حدَّثنا إبراهيم بن سَعْد. وفي (4135) قال: حدَّثنا إِسْمَاعِيل، قال: حدَّثني أخي، عن سُلَيْمان، عن مُحَمَّد بن أَبي عَتِيق. و"مسلم" 7/62 (6014) قال: حدَّثني أبو عِمْرَان، مُحَمَّد بن جَعْفَر بن زِيَاد، أخبرنا إبراهيم، يَعْنِي ابن سَعْد. و"النَّسائي"، في "الكبرى" 8801 قال: أخبرني مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إبراهيم، قال: حدَّثنا سُلَيْمان، قال: أخبرني إبراهيم. كلاهما (إبراهيم، ومُحَمَّد) عن ابن شِهَاب الزُّهْرِي، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ؛ أَنَّهُ غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ، فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ، يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، ثُمَّ نَامَ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ، وَهُوَ لاَ يَشْعُرُ بِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ؟ قُلْتُ: اللهُ، فَشَامَ السَّيْفَ، فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ، ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ. وفي رواية: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ، فَأَدْرَكَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَعَلَّقَ سَيْفَهُ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، قَالَ: وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْوَادِي، يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ رَجُلاً أَتَانِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَأَخَذَ السَّيْفَ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي، فَلَمْ أَشْعُرْ إِلاَّ وَالسَّيْفُ صَلْتًا فِي يَدِهِ، فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: قُلْتُ: اللهُ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَةِ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: قُلْتُ: اللهُ، قَالَ: فَشَامَ السَّيْفَ، فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ، ثُمَّ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. ليس فيه:أبو سَلَمَة بن عَبْد الرحمن. *** 2959- عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذَاتِ الرِّقَاعِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ، تَرَكْنَاهَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَسَيْفُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُعَلَّقٌ بِشَجَرَةٍ، فَأَخَذَ سَيْفَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاخْتَرَطَهُ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَتَخَافُنِي؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: اللهُ يَمْنَعُنِي مِنْكَ، قَالَ: فَتَهَدَّدَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَغْمَدَ السَّيْفَ وَعَلَّقَهُ، قَالَ: فَنُودِىَ بِالصَّلاَةِ، فَصَلَّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَأَخَّرُوا، وَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ، وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ. لفظ مُعَاوِيَة بن سَلاَّم: عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الْخَوْفِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى بِالطَّائِفَةِ الأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَصَلَّى بِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ. أخرجه أحمد 3/364 (14990) قال: حدَّثنا عَفَّان، حدَّثنا أَبَان. و"البُخَارِي" 4136، تَعْلِيقًا، قال: وقال أَبَان. و"مسلم" 2/214 (1901) و7/62 (6016) قال: حدَّثنا أبو بَكْر بن أَبي شَيْبَة، حدَّثنا عَفَّان، حدَّثنا أَبَان بن يَزِيد. وفي 2/215 (1902) قال: وحدَّثنا عَبْد اللهِ بن عَبْد الرحمن الدَّارِمِي، أخبرنا يَحيى، يَعْنِي ابن حَسَّان، حدَّثنا مُعَاوِيَة، وهو ابن سَلاَّم. و"ابن خزيمة" 1352 قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن سَهْل بن عَسْكَر، حدَّثنا يَحيى بن حَسَّان، حدَّثنا مُعَاوِيَة بن سَلاَّم. كلاهما (أَبَان، ومُعَاوِيَة) عن يَحيى بن أَبي كَثِير، قال: أخبرني أبو سَلَمَة، فذكره. صَرَّح يَحيى بن أَبي كَثِير بالسَّماع، في رواية مُعَاوِيَة بن سَلاَّم، عنه. رواية عَفَّان، عند أحمد ومُسْلم، ورواية أَبَان، عند البُخَارِي، شَمَلَت القِصَّتين، وباقي الروايات جاءت مختصرة على قِصَّة صلاة الخَوْف. أخرجه البُخَارِي (4125)، تَعْلِيقًا، قال: وقال عَبْد اللهِ بن رَجَاء: أخبرنا عِمْرَان القَطَّان، عن يَحيى بن أَبي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِأَصْحَابِهِ فِي الْخَوْفِ، فِي غَزْوَةِ السَّابِعَةِ، غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ. وفي (4126) قال: وقال بَكْر بن سَوَادَة: حدَّثني زِيَاد بن نافع، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ جَابِرًا حَدَّثَهُمْ؛ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهِمْ يَوْمَ مُحَارِبٍ وَثَعْلَبَةَ. وفي (4136) قال: وقال مُسَدَّد: عن أَبي عَوَانَة، عن أَبي بِشْر: اسْمُ الرَّجُلِ: غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ، وَقَاتَلَ فِيهَا مُحَارِبَ خَصَفَةَ. *** 2960- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَسْلُكْ طَرِيقًا، أَوْ لاَ يَسْلُكُ طَرِيقًا، فَيَتْبَعُهُ أَحَدٌ، إِلاَّ عَرَفَ أَنَّهُ قَدْ سَلَكَهُ، مِنْ طِيبِ عَرَقِهِ، أَوْ قَالَ: مِنْ رِيحِ عَرَقِهِ. أخرجه الدَّارِمِي (66) قال: أخبرنا مالك بن إِسْمَاعِيل، حدَّثنا إِسْحَاق بن الفَضْل بن عَبْد الرحمن الهاشمي، أخبرنا المُغِيرَة بن عَطِيَّة، عن أَبي الزُّبَيْر، فذكره. *** 2961- عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَنَا قَائِدُ الْمُرْسَلِينَ وَلاَ فَخْرَ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَلاَ فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ وَلاَ فَخْرَ. أخرجه الدَّارِمِي (49) قال: أخبرنا عَبْد اللهِ بن عَبْد الحَكَم المِصْرِي، حدَّثنا بَكْر بن مُضَر، عن جَعْفَر بن رَبِيعَة، عن صالح، هو ابن عَطَاء بن خَبَّاب، مَوْلَى بني الدِّيل، عن عَطَاء بن أَبي رَبَاح، فذكره. *** 2962- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، وَكَانَ لاَ يَأْتِي الْبَرَازَ حَتَّى يَتَغَيَّبَ فَلاَ يُرَى، فَنَزَلْنَا بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ، لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَلاَ عَلَمٌ، فَقَالَ: يَا جَابِرُ، اجْعَلْ فِي إِدَاوَتِكَ مَاءً، ثُمَّ انْطَلِقْ بِنَا، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا حَتَّى لاَ نُرَى، فَإِذَا هُوَ بِشَجَرَتَيْنِ بَيْنَهُمَا أَرْبَعُ أَذْرُعٍ، فَقَالَ: يَا جَابِرُ، انْطَلِقْ إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَقُلْ: يَقُلْ لَكِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الْحَقِي بِصَاحِبَتِكِ، حَتَّى أَجْلِسَ خَلْفَكُمَا، فَرَجَعَتْ إِلَيْهَا، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُمَا، ثُمَّ رَجَعَتَا إِلَى مَكَانِهِمَا، فَرَكِبْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَنَا، كَأَنَّمَا عَلَيْنَا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا، فَعَرَضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا يَأْخُذُهُ الشَّيْطَانُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاَثَ مِرَارٍ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ الصَّبِيَّ فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُقَدَّمِ الرَّحْلِ، ثُمَّ قَالَ: اخْسَأْ عَدُوَّ اللهِ، أَنَا رَسُولُ اللهِ، اخْسَأْ عَدُوَّ اللهِ، أَنَا رَسُولُ اللهِ، ثَلاَثًا، ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَيْهَا، فَلَمَّا قَضَيْنَا سَفَرَنَا، مَرَرْنَا بِذَلِكَ الْمَكَانِ، فَعَرَضَتْ لَنَا الْمَرْأَةُ مَعَهَا صَبِيُّهَا، وَمَعَهَا كَبْشَانِ تَسُوقُهُمَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، اقْبَلْ مِنِّي هَدِيَّتِي، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا عَادَ إِلَيْهِ بَعْدُ، فَقَالَ: خُذُوا مِنْهَا وَاحِدًا، وَرُدُّوا عَلَيْهَا الآخَرَ، قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَنَا، كَأَنَّمَا عَلَيْنَا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا، فَإِذَا جَمَلٌ نَادٌّ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ سِمَاطَيْنِ خَرَّ سَاجِدًا، فَجَلَسَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ عَلَيَّ النَّاسَ، فَقَالَ: مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ؟ فَإِذَا فِتْيَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالُوا: هُوَ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَمَا شَأْنُهُ؟ قَالُوا: اسْتَنَيْنَا عَلَيْهِ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَتْ بِهِ شُحَيْمَةٌ، فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ، فَنَقْسِمَهُ بَيْنَ غِلْمَانِنَا، فَانْفَلَتَ مِنَّا، قَالَ: بِيعُونِيهِ، قَالُوا: لاَ، بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: أَمَّا لِي، فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ، قَالَ الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ ذَلِكَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَحْنُ أَحَقُّ بِالسُّجُودِ لَكَ مِنَ الْبَهَائِمِ، قَالَ: لاَ يَنْبَغِي لِشَيْءٍ أَنْ يَسْجُدَ لِشَيْءٍ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ، كَانَ النِّسَاءُ لأَزْوَاجِهِنَّ. لفظ عِيسَى: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ الْبَرَازَ، انْطَلَقَ حَتَّى لاَ يَرَاهُ أَحَدٌ. أخرجه عَبْد بن حُمَيْد 1053 قال: أخبرنا عُبَيْد اللهِ بن مُوسَى. و"الدارِمِي" 17 قال: أخبرنا عُبَيْد اللهِ بن مُوسَى. و"أبو داود" 2 قال: حدَّثنا مُسَدَّد بن مُسَرْهَد، حدَّثنا عِيسَى بن يُونُس. و"ابن ماجه" 335 قال: حدَّثنا أبو بَكْر بن أَبي شَيْبَة، حدَّثنا عُبَيْد اللهِ بن مُوسَى. كلاهما (عُبَيْد اللهِ، وعِيسَى) عن إِسْمَاعِيل بن عَبْد الملك بن أَبي الصُّفَيْر، عن أَبي الزُّبَيْر، فذكره. *** 2963- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إن مَا بَيْنَ مِنْبَرِي إِلَى حُجْرَتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ. أخرجه أحمد 3/389 (15255) قال: حدَّثنا سُرَيْج قال: حدثنا هُشَيْم، أخبرنا علي بن زَيْد بن جُدْعَان، عن مُحَمَّد بن المُنْكَدِر، فذكره. *** 2964- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا، فَتَفَرَّقُوا عَنْ غَيْرِ صَلاَةٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِلاَّ تَفَرَّقُوا عَلَى أَنْتَنِ مِنْ رِيحِ الْجِيفَةِ. أخرجه النَّسَائِي، في "عمل اليوم والليلة" 58 و411 قال: أخبرنا أحمد بن عَبْد اللهِ بن علي بن سُوَيْد بن مَنْجُوف، قال: حدَّثنا أبو داود، عن يَزِيد بن إبراهيم، عن أَبي الزُّبَيْر، فذكره. *** 2965- عَنِ الذَّيَّالِ بْنِ حَرْمَلَةَ الأَسَدِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ يَوْمًا، فَقَالُوا: انْظُرُوا أَعْلَمَكُمْ بِالسِّحْرِ وَالْكَهَانَةِ وَالشِّعْرِ، فَلْيَأْتِ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي قَدْ فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، وَشَتَّتَ أَمْرَنَا، وَعَابَ دِينَنَا، فَلْيُكَلِّمْهُ، وَلْيَنْظُرْ مَاذَا يَرُدُّ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُ أَحَدًا غَيْرَ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، فَقَالُوا: أَنْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ، فَأَتَاهُ عُتْبَةُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اللهِ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: فَإِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ هَؤُلاَءِ خَيْرٌ مِنْكَ، فَقَدْ عَبَدُوا الآلِهَةَ الَّتِي عِبْتَ، وَإِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْهُمْ، فَتَكَلَّمْ حَتَّى نَسْمَعَ قَوْلَكَ، إِنَّا وَاللهِ مَا رَأَيْنَا سَخْلَةً قَطُّ أَشْأَمَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْكَ، فَرَّقْتَ جَمَاعَتَنَا، وَشَتَّتَّ أَمْرَنَا، وَعِبْتَ دِينَنَا، وَفَضَحْتَنَا فِي الْعَرَبِ، حَتَّى لَقَدْ طَارَ فِيهِمْ أَنَّ فِي قُرَيْشٍ سَاحِرًا، وَأَنَّ فِي قُرَيْشٍ كَاهِنًا، وَاللهِ مَا نَنْتَظِرُ إِلاَّ مِثْلَ صَيْحَةِ الْحُبْلَى، أَنْ يَقُومَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ حَتَّى نَتَفَانَى، أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْحَاجَةُ، جَمَعْنَا لَكَ حَتَّى تَكُونَ أَغْنَى قُرَيْشٍ رَجُلاً وَاحِدًا، وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْبَاءَةُ، فَاخْتَرْ أَيَّ نِسَاءَ قُرَيْشٍ شِئْتَ، فَلْنُزَوِّجَكَ عَشْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَرَغْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (بِسْمِ اللهِ الرحمن الرَّحِيمِ. حم *تَنزِيلٌ مِّنَ الرحمن الرَّحِيمِ) حَتَّى بَلَغَ: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ)، فَقَالَ عُتْبَةُ: حَسْبُكَ، حَسْبُكَ، مَا عِنْدَكَ غَيْرُ هَذَا؟ قَالَ: لاَ، فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: مَا وَرَاءَكَ؟ فَقَالَ: مَا تَرَكْتُ شَيْئًا أَرَى أَنْ تُكَلِّمُونَهُ إِلاَّ قَدْ كَلَّمْتُهُ، قَالُوا: فَهَلْ أَجَابَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لاَ، وَالَّذِي نَصَبَهَا بَنِيَّةً، مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: (أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ) قَالُوا: وَيْلَكَ، يُكَلِّمُكَ الرَّجُلُ بالْعَرَبِيَّةِ لاَ تَدْرِي مَا قَالَ؟ قَالَ: لاَ، وَاللهِ مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ، غَيْرَ ذِكْرِ الصَّاعِقَةِ. أخرجه عَبْد بن حُمَيْد (1123) قال: حدثني ابن أَبي شَيْبَة، قال: حدَّثنا علي بن مُسْهِر، عن الأَجْلَح، عن الذَّيَّال بن حَرْمَلَة الأَسَدِي، فذكره. *** 2966- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أُوتِيتُ بِمَقَالِيدِ الدُّنْيَا عَلَى فَرَسٍ أَبْلَقَ، عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ مِنْ سُنْدُسٍ. أخرجه أحمد 3/327 (14567) قال: حدَّثنا زَيْد قال: حدثنا الحُسَيْن بن واقد، عن أَبي الزُّبَيْر، فذكره. *** 2967- عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ مَرُّوا بِامْرَأَةٍ، فَذَبَحَتْ لَهُمْ شَاةً، وَاتَّخَذَتْ لَهُمْ طَعَامًا، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا اتَّخَذْنَا لَكُمْ طَعَامًا، فَادْخُلُوا فَكُلُوا، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، وَكَانُوا لاَ يَبْدَؤُونَ حَتَّى يَبْدَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لُقْمَةً، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُسِيغَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: هَذِهِ شَاةٌ ذُبِحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّا لاَ نَحْتَشِمُ مِنْ آلِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَلاَ يَحْتَشِمُونَ مِنَّا، نَأْخُذُ مِنْهُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَّا. لفظ عَفَّان: أَنَّهُمْ كَانُوا لاَ يَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فِي الطَّعَامِ، حَتَّى يَكُونَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ يَبْدَأُ. أخرجه أحمد 3/351 (14845) قال: حدَّثنا عَبْد الصَّمَد. وفي 3/364 (14988) قال: حدَّثنا عَفَّان. و"النَّسائي"، في "الكبرى" 6720 قال: أخبرنا إبراهيم بن يَعْقُوب، قال: حدَّثنا عَفَّان. كلاهما (عَبْد الصَّمَد، وعَفَّان) عن حَمَّاد بن سَلَمَة، عن حُمَيْد، عن أَبي المُتَوَكِّل، فذكره. ***
|