الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {نفشت} قال: النفش، الرعي بالليل. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول لبيد:
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي شيبة وأحمد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبو داود وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه، عن حرام بن محيصة، أن ناقة البراء بن عازب دخلت حائطًا فأفسدت فيه، فقضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على أن على أهل الحوائط حفظها بالنهار، وإن ما أفسدت المواشي بالليل ضامن على أهلها».وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها «أن ناقة البراء بن عازب رضي الله عنه دخلت حائطًا لقوم فأفسدت عليهم، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: على أهل الحائط حفظ حائطهم بالنهار، وعلى أهل المواشي حفظ مواشيهم بالليل، ثم تلا هذه الآية {وداود وسليمان} الآية. ثم قال: نفشت ليلًا».وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه، أنه قرأ {فأفهمناها سليمان}.وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه قال: كان الحكم بما قضى به سليمان، ولم يعب داود في حكمه.وأخرج عبد الرزاق عن عكرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أهون أهل النار عذابًا، رجل يطأ جمرة يغلي منها دماغه. فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: وما جرمه يا رسول الله؟ قال: كانت له ماشية يغشى بها الزرع ويؤذيه، وحرم الله الرزع وما حوله غلوة سهم، فاحذروا أن لا يستحب الرجل ما له في الدنيا ويهلك نفسه في الآخرة».وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما امرأتان معهما ابنان لهما، جاء الذئب فأخذ أحد الابنين، فتحاكما إلى داود فقضى له للكبرى فخرجتا فدعاهما سليمان فقال: هاتوا السكين أشقه بينهما. فقالت الصغرى: يرحمك الله، هو ابنها لا تشقه. فقضى به للصغرى».وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن امرأة حسناء من بني إسرائيل راودها عن نفسها أربعة من رؤسائهم فامتنعت على كل واحد منهم، فاتفقوا فيما بينهم عليها، فشهدوا عليها عند داود أنها مكنت من نفسها كلبًا لها قد عوّدته ذلك منها، فأمر برجمها. فلما كان عشية ذلك اليوم جلس سليمان واجتمع معه ولدان مثله فانتصب حاكمًا، وتزيا أربعة منهم بزي أولئك وآخر بزي المرأة، وشهدوا عليها بأنها مكنت من نفسها كلبًا. فقال سليمان: فرقوا بينهم. فسأل أولهم: ما كان لون الكلب؟ فقال: أسود. فعزله واستدعى الآخر فسأله عن لونه فقال: أحمر، وقال الآخر أغبش، وقال الآخر أبيض. فأمر عند ذلك بقتلهم، فحكي ذلك لداود فاستدعى من فوره أولئك الأربعة فسألهم متفرقين عن لون ذلك الكلب فاختلفوا فيه فأمر بقتلهم.وأخرج أحمد في الزهد عن ابن أبي نجيح قال: قال سليمان عليه السلام: أوتينا ما أوتي الناس ولم يؤتوا، وعلمنا ما علم الناس ولم يعلموا.فلم يجد شيئًا أفضل من ثلاث كلمات: الحلم في الغضب، والرضا والقصد في الفقر، والغنى وخشية الله في السر والعلانية.وأخرج أحمد عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان عليه السلام لابنه: يا بني، إياك وغضب الملك الظلوم فإن غضبه كغضب ملك الموت.وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن خيثمة قال: قال سليمان عليه السلام: جربنا العيش لينه وشديده فوجدناه يكفي منه أدناه.وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان لابنه: يا بني، لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالسوء من أجلك وإن كانت بريئة. يا بني، إن من الحياء صمتًا ومنه وقارًا يا بني، إن أحببت أن تغيظ عدوك فلا ترفع العصا عن ابنك. يا بني، كما يدخل الوتد بين الحجرين وكما تدخل الحية بين الحجرين، كذلك تدخل الخطيئة بين البيعين.وأخرج أحمد عن مالك بن دينار قال: بلغنا أن سليمان قال لابنه: امش وراء الأسد ولا تمش وراء امرأة.وأخرج أحمد عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان لابنه: يا بني، إن من سوء العيش نقلًا من بيت إلى بيت. وقال لابنه: عليك بخشية الله فإنها غلبت كل شيء.وأخرج أحمد عن بكر بن عبدالله، أن داود عليه السلام قال لابنه سليمان: أي شيء أبرد، وأي شيء أحلى، وأي شيء أقرب، وأي شيء أبعد، وأي شيء أقل، وأي شيء أكثر، وأي شيء آنس، وأي شيء أوحش؟؟ قال: أحلى شيء روح الله من عباده، وأبرد شيء عفو الله عن عباده، وعفو العباد بعضهم عن بعض. وآنس شيء الروح تكون في الجسد، وأوحش شيء الجسد تنزع منه الروح، وأقل شيء اليقين، وأكثر شيء الشك، وأقرب شيء الآخرة من الدنيا، وأبعد شيء الدنيا من الآخرة.وأخرج أحمد عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان لابنه: لا تقطعن أمرًا حتى تؤامر مرشدًا، فإذا فعلت ذلك فلا تحزن عليه. وقال: يا بني، ما أقبح الخطيئة مع المسكنة! وأقبح الضلالة بعد الهدى! وأقبح من ذلك رجل كان عابدًا فترك عبادة ربه.وأخرج أحمد عن قتادة قال: قال سليمان عليه السلام: عجبًا للتاجر: كيف يخلص يحلف بالنهار وينام بالليل؟؟وأخرج أحمد عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان لابنه: يا بني، إياك والنميمة فإنها كحد السيف.وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر من طريق حماد بن سلمة، عن حميد الطويل: أن إياس بن معاوية لما استقضى، آتاه الحسن فرآه حزينًا فبكى إياس فقال: ما يبكيك؟! فقال: يا أبا سعيد، بلغني أن القضاة ثلاثة: رجل اجتهد فأخطأ فهو في النار، ورجل مال به الهوى فهو في النار، ورجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة.فقال الحسن: إن فيما قص الله من نبأ داود ما يرد ذلك. ثم قرأ {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث} حتى بلغ {وكلًا آتينا حكمًا وعلمًا} فأثنى على سليمان ولم يذم داود.ثم قال: أخذ الله على الحكام ثلاثة: أن لا يشتروا بآياته ثمنًا قليلًا، ولا يتبعوا الهوى، ولا يخشوا الناس. ثم تلا هذه الآية {يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض} [ص: 26] الآية وقال: {فلا تخشوا الناس واخشون} [المائدة: 44] وقال: {ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلًا} [المائدة: 44].وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن قتادة في قوله: {وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير} قال: يصلين مع داود إذا صلى {وعلمناه صنعة لبوس لكم} قال: كانت صفائح، فأول من مدها وحلقها داود عليه السلام.وأخرج عن السدي في قوله: {وعلمناه صنعة لبوس لكم} قال: هي دروع الحديد {لتحصنكم من بأسكم} قال: من رتع السلاح فيكم.وأخرج عبد بن حميد عن عاصم، أنه قرأ {لنحصنكم} بالنون.وأخرج الفريابي عن سليمان بن حيان قال: كان داود إذا وجد فترة، أمر الجبال فسبحت حتى يشتاق.وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كان عمر آدم ألف سنة، وكان عمر داود ستين سنة. فقال آدم: أي رب، زده من عمري أربعين سنة. فأكمل لآدم ألف سنة وأكمل لداود مائة سنة».وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي الدنيا في ذكر الموت والحاكم وصححه، عن ابن عباس قال: مات داود عليه السلام يوم السبت فجأة، فعكفت الطير عليه تظله.وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: كان سليمان عليه السلام يوضع له ستمائة ألف كرسي، ثم يجيء أشراف الناس فيجلسون مما يليه، ثم يجيء أشراف الجن فيجلسون مما يلي أشراف الإنس، ثم يدعو الطير فتظلهم، ثم يدعو الريح فتحملهم فيسير مسيرة شهر في الغداة الواحدة.وأخرج الحاكم عن محمد بن كعب قال: بلغنا أن سليمان عليه السلام كان عسكره مائة فرسخ، خمسة وعشرون منها للإنس وخمسة وعشرون للجن وخمسة وعشرون للوحش وخمسة وعشرون للطير، وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب، فيها ثلثمائة حرة وسبعمائة سرية، فأمر الريح العاصف فرفعته فأمر الريح فسارت به، فأوحى الله إليه «أني أزيد في ملكك أن لا يتكلم أحد بشيء إلا جاءت الريح فأخبرتك».وأخرج ابن أبي حاتم عن عبدالله بن عبيد بن عمير قال: كان سليمان يأمر الريح فتجتمع كالطود العظيم، ثم يأمر بفراشه فيوضع على أعلى مكان منها، ثم يدعو بفرس من ذوات الأجنحة فترتفع حتى تصعد على فراشه، ثم يأمر الريح فترتفع به كل شرف دون السماء، فهو يطأطئ رأسه ما يلتفت يمينًا ولا شمالًا تعظيمًا لله وشكرًا لما يعلم من صغر ما هو فيه في ملك الله، يضعه الريح حيث يشاء أن يضعه.وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: كان لسليمان مركب من خشب وكان فيه ألف ركن، في كل ركن ألف بيت يركب معه فيه الجن والإنس، تحت كل ركن ألف شيطان يرفعون ذلك المركب، فإذا ارتفع جاءت الريح الرخاء فسارت به وساروا معه فلا يدري القوم إلا قد أظلهم من الجيوش والجنود.وأخرج ابن عساكر عن السدي في قوله: {ولسليمان الريح عاصفة} قال: الريح الشديدة {تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها} قال: أرض الشام.وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {ولسليمان الريح} الآية. قال: ورث الله لسليمان داود فورثه نبوته وملكه، وزاده على ذلك أنه سخر له الرياح والشياطين، وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر أنه قرأ {ولسليمان الريح} يقول: سخرنا له الريح، وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ومن الشياطين من يغوصون له} قال: يغوصون في الماء، وأخرج الطبراني والديلمي عن ابن مسعود قال: «ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رقية الحية فقال: اعرضها علي. فعرضها عليه بسم الله شجنية قرنية ملحة بحر قفطا. فقال: هذه مواثيق أخذها سليمان على الهوام ولا أرى بها بأسًا»، وأخرج الحاكم عن الشعبي قال: أرخ بنو إسحاق من مبعث موسى إلى ملك سليمان. اهـ.
راعى التأنيثَ لتقدُّمِ قوله وإنَّ مِن النِّسْوانِ.و{دُونَ ذلك} صفةٌ لـ: عَمَلًا. اهـ.
|